في اليوم المئة للحكومة، قدّم رئيسها ما سمّيت “جردة إنجازات”، خلص فيها الى إعلان تحقيق ما يزيد عن 97% ممّا وعدت به الحكومة في بيانها الوزاري، لكن هذه الجردة قابَلها شبه إجماع سياسي ومن الحراك المدني، على اعتبارها “إنجازات ورقية” لا أكثر، لا مفاعيل ملموسة لها على الارض، وتفتقد الثقل لاعتبارها من عناصر معالجة الازمة. ولم تكن مقنعة حتى للشركاء في الحكومة، بل كانت محلّ تَندّر من قبل بعضهم عليها، وصولاً الى حد اعتبارها “زلة لسان” مرّت مرور الكرام ولم يعد لها أثر!
بمعزل عن “جردة الانجازات” تلك، فإنّ فرصة الإنقاذ التي منحت مع ولادة الحكومة، قد انتهت وتلاشَت؛ المعارضة تسنّ أسنانها عليها وتعتبر انّ الفرصة باتت مؤاتية لإسقاطها حتى ولو كان بديلها الفراغ. فالفراغ من وجهة نظر المعارضة يبقى أفضل من حكومة فاشلة، ضعيفة، ومُستسلمة لمشيئة فريق يريد ابتلاع كلّ شيء في الدولة، وإدارتها وفق مشيئته وبما يتوافق مع أهداف فريقه السياسي وتوجهاته ورغباته. والمقصود هنا رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر”.
وبصرف النظر عن الكلام الرئاسي الذي يعتبر انّ الحكومة تتعرّض لحملة افتراء ظالمة عليها، فهذا الكلام لا يغيّر في قناعة المعارضين الذين يبدو أنهم قلبوا صفحة المُهادنة والرشق على الحكومة من بعيد، ويتحضّرون لفتح صفحة صدامية معها لتغييرها، خصوصاً انّ ظروف البلد باتت تتطلّب حكومة وحدة وطنية. ولعل الموجب الاساس لهذا الصدام هو انّ الانهيار الكامل حَتمي وأقرب ممّا نتصور، طالما انّ السلطة الحاكمة للبلد خاضعة لمجموعة مستشارين جهلة او من وزن الريشة، وتجّار المديح وشعراء البلاط ومحترفي النفاق وتمسيح الجوخ ومُصدّري فتاوى قانونية غبّ الطلب لتبرير ارتكابات وجرائم بحق الدستور والقانون، وفوق ذلك تتحكّم بها عقلية تأبى أن تكون إلّا على حجم أحزابها وجماعتها فقط، وليس بحجم وطن موجوع ودولة تعاني التفكك والإنحلال وتوشك أن تتداعى وتنهار.
تقول المعارضة ان لا مُرتجى من الحكومة، فهل ستتمكن من فرض تغيير الحكومة؟