لكنّ للوِئام مدّة صلاحية، مُرتبطة بمن يملك أن يوقِظ هذه الفتنة، أو يأمُرها بالدُّخول في سُبات أهل الكهف.
ولا تنسَ ان الأيام القليلة الفاصلة بين “السبت الأسود” و”خميس النور”، حفل بتسريبات من هنا وهناك، عن احتمال طرد حسان دياب من السراي، وإعادة سعد الحريري إليه. ففرِح من فرح، واغتاظ من اغتاظ. وتمّ تهريب التعيينات على أساس أن جبران باسيل لحَّق حاله، وانتزعها، تحسُبّاً لمجهول ما بعد الحكومة الديابية التي قدّمت وتُقدّم له ولـ”الحزب” الإلهي لبن العصفور، لتُحافظ على وجودها، ولو كخيال الظل. وهذا هو المطلوب. بالتالي من يراهن على عكسه، ويستعجل على رزقه، تدينه خفته ما إن يطلع الصباح ولا تسكت شهرزاد التكتيك والتكتكة عن الكلام المباح او غير المباح.
وفي إطار التكتيك والتكتكة، أيضاً وأيضاً، انتقلت التسريبات الى رياض سلامة لتوحي بأن ورقته سقطت، وبأن التجييش الذي شاركت فيه “كتيبة الموتوسيكلات المجوقلة”، لم يكن سوى تمهيد لقرار مُرتقب من مجلس الوزراء بإقالته، وكسب ودّ الشارع الذي يُحمّله مسؤولية الكارثة النقدية التي أطاحب مُدخّرات اللبنانيين، والقيمة الشرائية لليرتهم المنكوبة.