لكي يخرج لبنان من إحراج التباين الفاقع في أرقام الخسائر المالية، التي شكّلت فضيحة امام صندوق النقد الدولي، كان الحل بتدقيق مجلس النواب بالأرقام بهدف توحيدها والتوجه بها مجددا الى صندوق النقد، علّ ذلك يؤسس لبدء المفاوضات فعلياً ووصول المساعدات المرتجاة.
ولأن الحكومة تبدو عاجزة عن اتمام الاصلاحات التي يصر عليها صندوق النقد، أعلنت أنها عقدت العزم على أن تيمّم شطر الشرق، وأنها على إستعداد للتواصل مع الصين وايران وروسيا لتنفيذ مشاريع في لبنان، وهو قرار بصرف النظر عن تعقيدات تنفيذه وامكانيات ذلك نقدياً واستثمارياً، فإن الحكومة قبل كل شيء لم تقرر شيئاً بعد واستطاعت إتمامه.
عضو كتلة “الوسط المستقل”، النائب نقولا نحاس الذي شارك في إجتماع لجنة تقصي الحقائق ولجنة المال والموازنة النيابية أوضح لـ “الأنباء” أن إجتماع الأمس كان للمصادقة على التقرير الذي وضعته لجنة التقصي قبل رفعه الى رئاسة المجلس النيابي ومن ثمة إقراره بصفة نهائية والدخول بعدها في المعالجات. واعتبر نحاس أن “اعتراف الرئيس دياب بأن خطة حكومته ليست منزلة جيد”، واصفا حالة البلد بالصعبة جدا “ما يتطلب طاقما سياسيا جديدا يأخذ على عاتقه تنقية الشوائب”.
ووصف نحاس توجه الحكومة لطلب المساعدة من دول الشرق “بالكلام الفارغ”، وسأل: “هل هذه الدول لديها الإمكانيات لمساعدة لبنان؟ بالطبع لا، ولو أن الأمر كذلك لما تقدمت بعض هذه الدول نفسها بطلب المساعدة من صندوق النقد”.