لا تفاؤل
وظهر جنبلاط في موقع بعيد جداً عن التفاؤل حيال الأزمة الاقتصادية والعقوبات الأميركية وقانون قيصر، قائلاً “ليس هناك من حلّ، هناك فرضيات، فمثلاً لو بقي الاتفاق النووي الإيراني قائماً لما وصلنا إلى ما نحن فيه، ولو نجحنا بنتيجة إيجابية في الحوار الوطني عن السلاح الذي طالب به الرئيس ميشال سليمان عبر الاستراتيجية الدفاعية لما وصلنا إلى ما نحن فيه، ولو خرجت الحكومة الحالية، على الرغم من كل تعثراتها بالحد الأدنى من خطة اقتصادية إصلاحية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه”.
الطريق إلى غزّة
وعن تصنيف حزب الله منظمة إرهابية في الغرب، لفت جنبلاط إلى أنه “كم من منظمة إرهابية في التاريخ تم الاعتراف بها لاحقاً، كالحركة الوطنية الجزائرية بالنسبة إلى فرنسا، وكذلك نلسون مانديلا ومنظمة التحرير الفلسطينية وحماس وIRI، ولا زلنا نسبياً في لبنان أغنى من قطاع غزة لكن سوف نصبح مثل قطاع غزة، وهذه حماس موجودة وهذه التنظيمات تسمى منظمات غير حكومية تتحول بعدها إلى دول”.
الردّ على نصر الله
وتعليقاً على الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ومن يقصد بقوله “سنقتلكم”، قال: “ليس هناك أي وقع لكلمة سنقتلكم علي، إذا كان يريد أن يقتل الأميركيين فليفعل، لكن الذي يموت موتاً سريرياً هو البلد.
سايكس-بيكو والكيان
وشدد جنبلاط على أن “لبنان الكبير لم ينته، بل سايكس – بيكو انتهى”، معتبراً أنّ “مؤشرات انتهاء سايكس – بيكو كانت في الاحتلال الأميركي للعراق والفوضى فيه، ولاحقا فتح المجال للجمهورية الإيرانية بالتمدد إلى البحر الأبيض المتوسط عبر سوريا ومن ثم إلى لبنان”.
أشار جنبلاط إلى أنه لا خوف على لبنان من الفدرالية أو التقسيم معتبراً أنّ “هناك منظّرون، ودورات فكرية عقيمة، لكن لا خوف”، سائلاً “فيديرالية بين من ومن”؟
وشدد جنبلاط على رفضه فكرة وجود جماعات غير قابلة للتعايش في الدول العربية مشيراً إلى أنّ هذه النظرية “يريدها الكيان اليهودي، أي أن يقسم الشرق إرباً وطوائف ومذاهب وقبائل.
هذا مشروعه الأساسي، أن يعيش هو، أي الإسرائيلي اليهودي في محيط صراعات.
لكن لن نستسلم أمام هذه الأمور. أنا أؤمن بالوطنية الجامعة، وأؤمن بالشعور العربي الجامع وهو غير أنظمة البعث الاستبدادية، أو النظام الناصري الذي كان في مصر، وتغير بعد الهزيمة العام 1967، إذ كان أمام أفق مسدود، لكن كان لعبد الناصر نكهة مختلفة”.
حوار الداخل
وعن الحركة التي قام بها مؤخراً في جولته على قيادات لبنانة، لفت جنبلاط إلى أنه “نحن نبني علاقة جديدة. كلنا يخطئ، ويجب رؤية المشهد العام العريض.
قابلت أيضا الرئيس عون وقابلت الشيخ سعد (الحريري) وعلى اتصال دائم مع الرئيس بري الذي هو نقطة ارتكاز في الحوار وضمانة، وكان هناك خلاف في الجبل، والأمير طلال أرسلان طلب اللقاء وحسنا فعلنا، في حضور الرئيس بري ورعايته لحل الخلاف في الجبل”.
ورفض جنبلاط اعتبار انتخاب الرئيس عون رئيساً للجمهورية خطأ، مشيراً إلى أنه “كان هناك اتفاق مع سعد الحريري على انتخابه، فعون يمثل حيثية مسيحية سياسية أساسية في جبل لبنان”، مؤكداً على مشاركته في لقاء بعبدا الذي دعا إليه الرئيس عون في 25 الجاري.
وحول تغيير حكومي محتمل لفت جنبلاط إلى أنه “لا نملك وقتاً، نحن في سباق مع الزمن بين قيصر وغير قيصر، والليرة وبين النقص في الدولار”.
الخطة الاقتصادية
وردا على سؤال حول الخطة الاقتصادية التي أقرّتها الحكومة، قال جنبلاط: “اكتشفوا أخيراً أنّ هناك فرق 120 ألف مليار في تحديد العجز، ربما بسبب كثرة المستشارين عند حسان دياب.
اكتشفوا أن هناك كذبة كبيرة، وهذا أخذ وقتا.
نحن لم نصل إلى رقم محدد أمام صندوق النقد الدولي.
المطلوب فريق عمل يعطينا الأرقام الحقيقية للخسائر الفادحة في الاقتصاد، وأن نحاول أن نطرق بشكل جدي مجدداً أبواب البنك الدولي وصندوق النقد وهناك فرق بينهما، فصندوق النقد له شروط قاسية جدا.
المطلوب أن نتفادى البعض من هذه الشروط، وبحسب ما قيل لي إنه للبنك الدولي مبلغ 500 مليون دولار قد يكون موجوداً من أجل العائلات الأكثر فقراً.
في الأمس كانت العائلات الأكثر فقراً محدودة، اليوم زاد حجمها.
فإذا استطعنا أن نستفيد من هذا المبلغ لمساعدة هذه الفئة الكاملة من الذين فقدوا أعمالهم في لبنان والخليج”.
حلول مقترحة
ومن بين الحلول التي تقدّم بها جنبلاط، لفت إلى أنّ “أملاك الدولة وحدها تساوي تقريباً 100 مليار دولار، فاذا أحسنت إدارتها وهذا لا يعني أن نبيعها، ففي الاقتصاد ليس هناك أي شيء يقول إننا يجب أن نصفر كل ديوننا.
يجب أن نخفض هذه الديون لكي تصبح مقبولة ومعقولة، وبالقليل من حسن الإدارة، إنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
ورفض تحميل حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، وحده مسؤولة الانهيار الحاصل معتبراً أنّ “القرار بتدخل البنك المركزي كان مجرماً، يجب أن نحافظ على ما تبقى، “إذا بعد في”، من الدولارات من أجل الغذاء والمستشفيات والطلاب في الخارج، ومن أجل المازوت، وهنا تأتي فضيحة التهريب الكبيرة لتموين سوريا بالمازوت والطحين”، طالباً من ثورة 17 تشرين “إغلاق الطرقات بشكل جداً حضاري، ليضعوا حواجز على الحدود أمام هذه الشاحنات والتهريب”.