وعن غياب الميثاقية عن اللقاء نتيجة مقاطعته من قبل الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين، لفت هاشم في تصريح لـ «الأنباء» الى أنه وعلى الرغم من وجود تباينات جسيمة واختلاف كبير في وجهات النظر بين الفرقاء، إلا أن الظروف الاستثنائية الراهنة تتطلب تخلي الجميع عن اعتباراتهم ايا تكن وإيجاد مساحة مشتركة تحمي لبنان من تداعيات التطورات الطارئة على المنطقة، فالمرحلة الراهنة ليست مرحلة ترف سياسي ولا هي مرحلة تسجيل المواقف والنقاط كل على الآخر، انما هي مرحلة عصيبة تتطلب تضامن وطني متين للتغلب عليها.
وأضاف: «صحيح ان قانون قيصر يستهدف سورية فقط، لكن شئنا أم أبينا فإن لبنان سيتأثر به بحكم الواقع الجغرافي للبلدين وبحكم العلاقات الاقتصادية المتداخلة بينهما والمتشابكة كالترانزيت واستجرار الكهرباء والتبادل الزراعي، وبحكم المصاهرة بين العائلات التي لا يمكن إسقاطها بشطبة قلم، وبالتالي فان الاعتبارات المصلحية المشار اليها تستوجب تعاطي الفرقاء اللبنانيين مع القيصر بروية ومرونة وحكمة عالية، وبموقف موحد حتى وان كان هناك من تناقضات كبيرة في قراءة أبعاد القانون والهدف الأميركي منه».
وردا على سؤال حول كيفية التوفيق بين من يدعو لمواجهة قانون قيصر وبين من يطالب بالالتزام به، أكد هاشم ان الرئيس بري واضح في صياغته للموقف ولمضمون اللقاء، فإذا كان للبعض من ملاحظات، تبقى معالجة الازمة ومواجهة الأخطار المحدقة اهم بكثير من الاستثمارات السياسية، وذلك من خلال لقاء تشاوري لا هدف منه سوى منع الفوضى من التسلل الى الساحة اللبنانية وإيجاد سبل حماية لبنان من تداعيات القانون، علما أن الأزمة الاقتصادية والنقدية والاجتماعية الراهنة ستكون بندا أساسيا على الطاولة لإبداء الآراء بها والتفاهم على مخارج وطنية شاملة.
وعن قراءته لطلب بعبدا المساندة من الرئيس بري في جمع اللبنانيين على طاولة حوار وتشاور بعد محاولات عديدة لعزله أو اقله لتجاوز بصماته على الواقع اللبناني، لفت هاشم الى أنه وبغض النظر عن بعض التحاليل والنوايا لأي كان، فالرئيس بري يردد دائما أن الخلافات السياسية لا تحول دون احترام موقع رئاسة الجمهورية، وفي كل الأحوال فإن دور الرئيس بري في إطفاء الحرائق السياسية وإخماد نار الفتن يشهد له اللبنانيون كل اللبنانيين دون استثناء معارضين كانوا أو موالين، فهو الجسر الدائم والوحيد الذي تتلاقى عليه كل المكونات السياسية والشرائح اللبنانية، و«ألسنة الناس سيوف الحق في هذا المقام».