طبول الحرب تقرع… الحروب الى الأمام!

22 يونيو 2020
طبول الحرب تقرع… الحروب الى الأمام!

كأنّها طبول الحرب تُقرع في المنطقة… أقله هذا هو الهاجس الذي يتعاظم وراء المشهد حيث يبدو لبنان في خضم أزمته الطاحنة اقتصادياً ومالياً واجتماعياً واقفاً على صفيح ساخن من الاحتمالات والسيناريوات السوداودية، في ظل تعمد السلطة انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام في شتى المقاربات والملفات هرباً من موجبات الإصلاح ومتطلبات مكافحة الهدر والفساد. ومع اشتداد الخناق على محور الممانعة وبلوغه حافة الاختناق، من طهران إلى بغداد وصنعاء ودمشق وبيروت، بدأت دوائر مراقبة عن كثب لأبعاد الصورة المحلية والإقليمية ترصد روائح بارود متصاعدة في الأرجاء، ليشكل أي حدث من الأحداث في المرحلة الراهنة مشروع منزلق محتملاً نحو اشتعال شرارة اندلاع حرب ضروس… الكل يعلم جبهاتها ومنطلقاتها، لكنّ أحداً لا يعلم نتائجها وخواتيمها.

وفي هذا السياق، يعتبر المراقبون أنّ الأخطر في المشهد القاتم هو وجود أكثر من طرف تتقاطع مصالحه مع فرضية اندلاع الحروب باعتبارها إحدى وسائل الهروب إلى الأمام من أزمات خانقة يعيشها مختلف اللاعبين على الساحة الإقليمية والساحات المحيطة، من القرن الأفريقي إلى البحر الأحمر مروراً بمضيقي باب المندب وهرمز وصولاً إلى البحر المتوسط، حيث يبدو الجميع متأهباً واضعاً إصبعه على الزناد بانتظار الطلقة الأولى. ففي إيران تتفاقم تداعيات الأزمات المتناسلة مالياً واقتصادياً ونووياً ويواصل التومان انهياره دراماتيكياً. وفي سوريا تشتد وطأة الحصار الغربي على نظام الأسد حيث أحكم قانون “قيصر” قبضته على رأس النظام والمتعاونين معه بالتزامن مع عودة نطاق الحراك الثوري إلى الاتساع على وقع احتدام الكباش الروسي – الإيراني على الأرض، ليتوقف البعض كذلك في ظل مشهدية تضافر الأزمات عند عنصر الانتخابات الرئاسية الأميركية الذي دخل بقوة في ميزان الحسابات الإقليمية مع دخول دونالد ترامب الميل الأخير من سباقه نحو إعادة تجديد الولاية الرئاسية، وهو ما قد يشكل، ربطاً ببورصة الرهانات الإقليمية على احتمالات الربح والخسارة في معركته، فتيلاً إضافياً من فتائل المواجهة العسكرية… أما لبنان فهو لم يكن ولن يكون بمنأى عن أي سيناريو مواجهة من هذا القبيل بفعل إمعان السلطة اللبنانية في سياسة ربطه واقتياده مخفوراً نحو أتون الصراع في الإقليم لا سيما على جبهة “التوأمة” القسرية بين خياراته وبين خيارات الممانعة، في وقت تقف إسرائيل متحيّنة اللحظة العدوانية المناسبة للانقضاض على الساحة اللبنانية وتصفية حساباتها الدموية العالقة مع اللبنانيين منذ صيف الـ2006.

وتأكيداً على تبلور صورة النوايا والاستعدادات الصدامية على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، كثفت إسرائيل بشكل ملحوظ خلال الساعات الأخيرة طلعاتها الجوية على علو منخفض في أجواء العاصمة والمناطق، جنوباً وبقاعاً وشرقاً وغرباً، بينما استرعى الانتباه تزامناً تداول الإعلام الإيراني بشكل مركّز أمس بفيديو أعدّه “الإعلام الحربي” التابع لـ”حزب الله” ويتضمن مشاهد عن إحداثيات لبنك أهداف من المواقع الحساسة في العمق الإسرائيلي متوعداً تحت شعار “أُنجز الأمر”، بضرب هذه الأهداف. هذا الفيديو الذي تمت ترجمته إلى اللغة العبرية وأرفق بمقطع صوتي لأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله يهدد فيه بالقدرة على استهداف تل أبيب، نشره كذلك نجل نصرالله، جواد، على صفحته عبر موقع “تويتر” للدلالة على جدية مضامينه وتبنيه رسمياً من قبل قيادة الحزب، وأرفقت إعادة التغريدة التي وضعها على حسابه بعبارة: “لأنه أنجز الأمر (بالعربية والعبرية) كل الرسائل الجوية والبرية وعبر الواسطة لم تعد تجدي نفعاً”.