يؤكّد هذا الديبلوماسي، أنّ اللقاءات التي عقدها السفير السعودي وليد البخاري قبل ايام مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونائبه السابق محمد البعاصيري وقبلهما مع المدير العام لوزارة المال ألان بيفاني، هي تعبير عن تحرّك سعودي متناغم مع الموقف الاميركي، جاء بعد فترة من “نأي سياسي” بالنفس عن الوضع اللبناني، بدأ منذ استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وحتى الأمس، عكسه عدم حصول اي لقاء بين رئيس الحكومة الجديدة حسان دياب والبخاري أو اي مسؤول سعودي آخر حتى الآن.
وهذا التحرّك السعودي الذي هو الآن تحت المجهر اللبناني، يقول الديبلوماسي نفسه، لا يمكن فصله عن الموقف الاميركي المستنفر في الاقليم في هذه المرحلة، والذي تهدف ادارة الرئيس دونالد ترامب منه تحقيق انجازات ومكاسب، من شأنها تعزيز رصيده المتراجع في المعركة الانتخابية الرئاسية التي يخوضها ضد منافسه الديموقراطي جون بايدن”.
وتابع: “أما في لبنان، فإنّ التحرّك الاميركي القديم – الجديد يهدف الى تحييد هذا البلد عمّا يجري في المنطقة، ليس عبر محاولة إنهاء “حزب الله”، لأنّ الاميركيين يدركون جيداً انّ هذا الامر صعب المنال، وانما يريدون اضعاف هذا الحزب او تحييده عن الوضع الاقليمي، وعن سوريا وايران بالتحديد، والمتصل بأمن اسرائيل، لأنّ ليس لديهم، او لدى حلفائهم، اي اوهام في انّ الحزب سيسلّم سلاحه مثلما يطالب البعض من قوى سياسية لبنانية وعواصم اقليمية ودولية، فترامب يعتقد انّه يحقق انجازاً كبيراً في حال توصل الى اتفاق مع روسيا حول سوريا سيكون لبنان من ضمنه بطريقة مباشرة او غير مباشرة.
ولذلك، يعود هذا الديبلوماسي الى التأكيد، انّ التحرك السعودي المعبّر عنه في الدور الذي يلعبه السفير البخاري، ليس بعيداً عن التحرّك الاميركي، وهو جاء بعد صمت سعودي طويل، وجاء ليثبت الرغبة في مساعدة لبنان ومنعه من الانهيار، والتأكيد انّ لا احد يريد الخراب لهذا البلد على رغم ما يكابده شعبه الآن من ويلات مالية واقتصادية ومعيشية، وانّ مصلحة الجميع هي تحقيق استقراره في النهاية، وأنّ ما تغيّر هنا هو طريقة تطبيق المواقف المنادية بهذا الاستقرار وليس المواقف في حّد ذاتها. والبعض يرى انّ هذا الامر يتطلب الحدّ من نفوذ “حزب الله” وقوته وتحييده وليس الغاؤه الذي ليس بالأمر السهل المنال”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.