– المؤسسات الدستورية هزيلة وسلوكها يشوبه الاخفاق في إيجاد حلول للأزمة، ولاسيما مع غياب دور رئاسة الجمهورية “الحكم” بين الأطراف، وتراجع دور مجلس النواب “الممثل الأول للشعب”، وتحوّل مجلس الوزراء إلى “كاتب عدل” يصادق على قرارات قلة من الزعماء، ويأتمر بأمرهم.
– السلطة اسقطت شرعية البرلمان حينما أحاطت بـ”جدار الفصل” وسط بيروت، فانفصلت بارادتها عن الشعب وعن الثورة، واسقطت شرعيتها. أما الحكومة فبلغت افقاً مسدوداً وهي محاصَرة ومقاطَعة من الداخل والخارج، من دون أدنى امكانية للقيام بأي تعبئة دولية لمساندة لبنان.
– انعدام الثقة الدولية في لبنان وكذلك انهيار الثقة الداخلية بين الشعب والسلطة، في ظلّ غياب تام لبوادر الاصلاح، أكان على صعيد الحوكمة أم على صعيد القضاء، وسط نزف مالي كبير بسبب ملف الكهرباء.
– التأكيد على أن تبني الحلول الداخلية لن يؤمن الاستثمارات المطلوبة، لأن الاصلاح هو المدخل الوحيد للحل. وها هو ارتفاع سعر الدولار يسجل زيادات قياسية بلغت نحو 300% وهذا يعكس حجم التسارع في الانهيار الذي لم تشهده حتى ايران وفنزويلا، فيما السبب يكمن في غياب الثقة.
– الثورة استطاعت أن تفكك المنظومة السياسية والدليل على ذلك تخبط السلطة في ما بينها، وآخر تجليّاته التحضيرات للقاء بعبدا. لكن في الوقت نفسه، يجب الاعتراف ان الثورة غير قادرة على تغيير الوضع في غضون 6 أشهر، وبالتالي فإن التوقعات المتسرعة أدت إلى احباط الناس.
– ارتفاع سعر صرف الدولار بمقدار 500 أو 1000 ليرة يومياً، ربما يتسبب بواقع أمني مستجد وخطر لا يخلو من الاعتداءات والسرقات/ وصولا الى ظهور قوى أمر واقع أو أمن ذاتي في المناطق.
– خطر نضوب احتياط المصرف المركزي والذهاب نحو الانهيار التدريجي. ولا شك أن المواطنين يدركون ذلك ما يفسّر تهافتهم على ابواب الصرافين للحصول على الدولار من أجل حماية ما تبقى من القدرات الشرائية لرواتبهم ومدخراتهم.
– المطلوب طرح البدائل والسير بها سريعاً قبل بلوغ الانفجار الاجتماعي الذي بدأ يلوح في الأفق.
– التأكيد على أن غياب الاصلاحات سيعني حكماً غياب الاستثمارات والمساعدات من الخارج… وبالتالي الانهيار.
– العمل على تحرير القضاء من قبضة السلطة السياسية، وتظهير قانون انتخابات عادل، ينظّم إجراء الانتخايات النيابية المبكرة المفترضة.
– استقالة الحكومة وتشكيل أخرى تدير الأزمة، على أن تكون مصغرة وتتمتع بصلاحيات استثنائية.
– دعوة الى التكاتف بين مجموعات الثورة ضمن رؤية موحدة الى حين بلوغ موعد الانتخابات النيابية، وذلك من أجل تحقيق أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية. مع التحذير من الانتظار طويلاً إلى حين تشكيل جبهة ثورية موحدة، لأن ذلك سيعرّض الثورة إلى المزيد من المخاطر.
– خلق جبهات سياسية متجانسة، عبر إقرار أوراق سياسية ومالية تهيىء لبديل سياسي جدّي يفوز بالثقة الداخلية أولا ثم الثقة الخارجية. في حال فشل خيار تنظيم الثورة بشكل موسع، لا ضرر من الاستمرار بتنظيم انتفاضات صغيرة متفرقة تعتمد قضم المطالب.
– ضرورة رسم الأولويات ودراسة الخيارات القابلة للتنفيذ في إطار البحث الجدّي عن سبل ضبط سعر صرف الدولار.
– البحث بجدية إن كانت “اللامركزية الادارية” حل جيّد، لتفكيك “الألغام الطائفية” بين اللبنانيين ولصقل المواطنة الفعلية.