البلاد تهوي سريعاً نحو القعر… القرارات الحكومة غائبة والاصلاحات أول شرط للمساعدة

2 يوليو 2020
البلاد تهوي سريعاً نحو القعر… القرارات الحكومة غائبة والاصلاحات أول شرط للمساعدة

بدأ الواقع المتدهور يفرض نفسه على الساحة الداخلية اللبنانية، على وقع الغياب التام للحكومة، وللحلول التي يجب أن تكون موضوعة على طاولة البحث لتجنيب البلاد السقوط الكبير.
وشكّلت التظاهرات التي اندلعت في الشارع أمس، وما رافقها من اقفال للطرقات وحرق للدواليب، بداية مؤشر الى ما قد تتجه اليه الأمور في الأيام المقبلة، من عنق وأعمال شغب، كانت محور تحذير باريس على لسان وزير خارجيتها جان – إيف لودريان الذي أعرب عن قلق بلاده من الأزمة في لبنان ورأى أن السُخط الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تصاعد العنف.

وقال لودريان أمام جلسة في البرلمان: “الوضع ينذر بالخطر في ظل وجود أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية وإنسانية تتفاقم الآن بفعل مخاطر جائحة فيروس كورونا”. وأضاف: “الأزمة الاجتماعية المتفاقمة… تخاطر بزيادة احتمالات تفجر أعمال العنف”، مشيراً الى العنف بين فصائل دينية في الآونة الأخيرة”.

جلسة لمجلس الوزراء 
وسط هذه الأجواء، وعلى وقع الشارع الذي يغلي، يعقد مجلس الوزراء جلسة في السرايا الحكومي، برئاسة الرئيس حسان دياب، وسيحط الوضع الاقتصادي على جدول الأعمال.
وفي هذا الاطار، سألت “اللواء” ماذا ستبحث حكومة الرئيس دياب في جلستها اليوم: هل تتخذ مزيداً من القرارات “الورقية” أم تراجع نفسها.. وتقرر ان تتحمل خطيئة تاريخية، ملعونة بأخذ البلد إلى الفوضى.. بدل الذهاب إلى الاستقالة، وفتح الطريق امام سلطة، قادرة على مخاطبة المجتمع الدولي، والانفتاح على العرب، والتوصل إلى آلية حلول مع صندوق النقد الدولي.. قبل “خراب البصرة”!.
وأشارت “الأخبار” الى انه في ظل عودة الحديث عن تطيير الحكومة، نظراً إلى غيابها النافر عن واقع ما يحدث، لا يزال مجلس الوزراء يعيش ارتدادات الجلسة الأخيرة، نتيجة الانقسام بشأن عمليات التدقيق المالي المقرّرة في مصرف لبنان، بعد أن اعترض وزراء حزب الله وحركة أمل على طلب الحكومة تكليف شركة “كرول” القيام بعمليات تدقيق جنائي في البنك المركزي لارتباطها بأجهزة أمنية إسرائيلية، في مقابل إصرار رئيسي الجمهورية والحكومة عليها، وسطَ توجيه اتهامات لرئيس مجلس النواب نبيه برّي بأنه يتحّجج بذلك منعاً لإجراء أي تحقيق جدي بشأن الخسائر. لكن حتّى وإن كان ذلك صحيحاً، يبقى من غير المفهوم تمسّك الرئيس ميشال عون بها، رغم كل التقارير التي وصلت الى المعنيين حول شبهات عمل الشركة. كما من غير المفهوم في المقابل عدم تقديم وزير المال غازي وزني لبديل جدي، يستطيع القيام بتحقيق جنائي في دفاتر مصرف لبنان، بدل الاكتفاء بترشيح شركات تتولى حصراً التدقيق المالي العادي، لا التحقيق الجنائي.
أوروبا على شروطها: الاصلاح أولاً
قالت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ”نداء الوطن” إنّ شروط الأوروبيين لمساعدة لبنان لا لبس فيها، فلا مساعدات من دون إصلاحات ملموسة، مؤكدةً بأنّ “سيدر” لم يعد ملائماً للبنان في المرحلة الحالية، كونه يحتاج بإلحاح الى ضخّ أموال بكمياتٍ كبيرة من “صندوق النقد الدولي” للخروج من عنق الزجاجة. وأوضحت هذه المصادر في الوقت عينه بأنّ المساعدات الأوروبية ستقتصر على الانسانية منها، وستعطى مباشرة الى مؤسسات تعنى بالشؤون الانسانية والى الجيش وليس الى الدولة.

واعتبرت المصادر عينها بأنّ تكرار تجربة حكومة “الوحدة الوطنية” السابقة غير مفيد لأنّه ليس حلاً ناجعاً، كما برهنت التجارب السابقة أساساً، بل هي مجرّد “أوكسجين وهمي”، وبأنّ أوروبا لن تشارك في أيّ حلّ من هذا القبيل قطعاً.

لبنان الى العتمة الشاملة
وليس بعيداً عن الازمات، أشارت صحيفة “الأخبار” الى ان معامل الكهرباء تعيش أيامها الأخيرة قبل إطفاء محركاتها. مؤسسة كهرباء لبنان والشركات المشغّلة تسعى لتقطير الإنتاج لضمان الاستمرار لأكثر فترة ممكنة. لكن كل محاولات الحصول على المحروقات قبل يوم الأحد، الموعد المتوقع لنفاد المحروقات، قد لا تنجح. آخرها طلب “كهرباء لبنان” من منشآت النفط تزويدها بما أمكن من المازوت. حتى وإن حصلت على المازوت من المنشآت، الفارغة خزاناتها أصلاً، فإن ذلك لن يبعد شبح العتمة.