الحزب مقتنع بأن سعر صرف الدولار لا سقف له، ومقتنع اكثر بأن من يدفع بإتجاه هذا التدهور السريع هو رياض سلامة حاكم مصرف لبنان، وذلك لأسباب سياسية، لكن التعامل مع سلامة ليس بهذه السهولة، كما تؤكد مصادر مطلعة.
وترى المصادر ان كل ما نشر في وسائل الإعلام وكل ما سوّق حول ان “حزب الله” ليس راغباً بإقالة سلامة غير صحيح، بل على العكس يعتبر الحزب ان الأخير جزء من الأزمة النقدية في البلد وليس جزءًا من حلها.
وتشير المصادر الى ان المشكلة الاسياسية في خل معضلة سلامة هي في حلفاء “حزب الله”، اذ لا يوجد أي حليف للحزب يرغب بالذهاب بمعركة إقالة سلامة الى النهاية. فرئيس المجلس نبيه بري أعلن علنا تمسكه بسلامة، لا بل وضع مصداقيته على المحك عندما أكد ان سعر صرف الدولار سينخفض الى ما دون الـ٤٠٠٠ ليرة.
أما رئيس الجمهورية ميشال عون، فقد لخص رئيس الحكومة حسان دياب موقفه من سلامة عندما أجاب الصحافيين قبل اسابيع “الرئيس عون ما بدو”، اذ فعلاً لا يبدو عون متحمساً لهذا الخيار، وكذلك هو موقف الوزير جبران باسيل، ففي حين ان موقفهما أقل حدة من موقف بري، لكنهما ليسا متحمسين لخوض معركة تطيير سلامة.
ووفق المصادر، فإن حليف “حزب الله” الوحيد في موضوع سلامة هو دياب، اذ هناك تقارب كبير في الرؤية لحل أزمة وجود سلامة وكيفية التعاطي معه، لكن هذا التحالف بين دياب والحزب غير قادر على السير بأي خطوة داخل الحكومة من دون أمل والتيار العوني.
واعتبرت المصادر ان دياب يشكل رأس حربة في مواجهة المصارف وحاكم المصرف المركزي لكن لا يمكن تفعيل هذه المواجهة في المرحلة الحالية، في ظل الإختلاف الكبير في النظرة لطريقة الحل، حتى ان الخلاف لا يزال مستمراً حول اسس التفاوض مع صندوق النقد وكذلك حول مسألة التوجه شرقاً.
واشارت المصادر الى ان الحزب، وبعكس قضية سلامة، لن ينتظر اي توافق لادخال المحروقات والادوية والمواد الغذائية عبر البحر، او عبر سوريا في الأيام القليلة المقبلة، فحتى لو لم يسر الحلفاء في هذا الطرح، فإن الحزب مصر على تنفيذ هذه الخطوات.