في هذه الاثناء كان رئيس الحكومة ومن على طاولة ترؤسه للحكومة يطلق مواقف عالية السقف فرد على كلام السفيرة الاميركية الاخير دورثي شيا قائلاً: “سكتنا كثيراً عن ممارسات ديبلوماسية فيها خروق كبيرة للأعراف الدولية، والديبلوماسية، حرصاً على علاقات الأخوة والانتماء والهوية والصداقات، لكن هذا السلوك تجاوز كل مألوف بالعلاقات الأخوية أو الديبلوماسية. والأخطر من ذلك، بعض الممارسات أصبحت فاقعة في التدخل بشؤون لبنان، وحصلت اجتماعات سرية وعلنية، ورسائل بالحبر السري ورسائل بالشيفرة ورسائل بالـ”واتساب”، ومخططات، وأمر عمليات بقطع الطرقات وافتعال المشاكل”. غامزاً من قناة تواصل جهات لبنانية مع مسؤولين أميركيين والتنسيق المتواصل بينهم.
وداخلياً كان دياب يتصرف على قاعدة “عرف الحبيب مكانه فتدلّل”، معلناً اصراره على السير بممارسة مهامه. فاللقاءات التشاورية بين المكونات السياسية الاساسية الداعمة للحكومة تشير الى التسليم بأن حكومة دياب باقية بقوة الامر الواقع لعدم وجود بديل عن رئيس الحكومة حسان دياب. لكن لا رئيس مجلس النواب نبيه بري مقتنع بجدوى إستمرارالحكومة ولا رئيس الحكومة سعد الحريري قادر على أن يقدم البديل في الوقت الحاضر. فما المطلوب اذاً؟ ممارسة الضغوط على دياب قدر المستطاع لحثه على القيام بخطوات اصلاحية وتعيينات باتت ملحة والا فإن إسقاط الحكومة سيكون بطرق أخرى غير استقالة رئيسها.
على مدى ساعة ونصف الساعة استقبل بري رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في عين التينة وعقدا اجتماعاً “جيداً”، وكشفت مصادر مطلعة أنه تم الاتفاق على مجموعة خطوات أبرزها قيام مصرف لبنان بما عليه لضبط تفلت سعر صرف الدولار الأميركي، باعتباره شرطاً أساسياً لمنع حصول أي اضطراب اجتماعي، وحث الحكومة اللبنانية على القيام بالإصلاحات المطلوبة والتعاون بينها وبين مجلس النواب حيث يلزم باعتبار ذلك حاجة لبنانية. وتم التفاهم على عدد من الإجراءات المطلوبة، واعتبار المفاوضات مع صندوق النقد خياراً اساسياً، وقيام الحكومة ومجلس النواب كل في نطاقه بما يستطيع لتأمين الحصول على برنامج من صندوق النقد لا يتعارض بأي من شروطه مع سيادة لبنان ومصلحته.
وفي المعلومات ان بري وباسيل عرضا لشؤون الحكومة وشجونها. وما شهدته جلسة الحكومة الاخيرة في بعبدا حيث تم توضيح أسباب الاصرار على المحاسبة المالية، وعدم دقة الاخبار التي يتم تداولها عن أن شركة كرول اسرائيلية، بل على العكس فهي شركة معتمدة في كثير من الدول بما فيها ايران التي استعانت بخبراتها. وانتهى النقاش الى الاتفاق على السير في التدقيق ولو مع تغير في المعطيات.
مصدر مسؤول في “التيار الوطني الحر” قال ان زيارة باسيل لبري لا تنفصل عن التنسيق في ما خص عمل الحكومة التي منحت الثقة، وكانت حكومة الخيار الذي تبقى من بعد استقالة الرئيس الحريري. وأكد المصدر انه “وخلافاً لما يتوهمه البعض فإن قنوات التواصل مع “حزب الله” لم تنقطع ومع بري “كان ما كان”، وما يهمنا الآن أن لا نصوغ مواقفنا وتواصلنا على نمط مواجهة الآخرين أو التآمر بالملف الداخلي. نصيغ مواقفنا والتي تزعج حلفاءنا أحياناً ونحددها بمقياس ما تلبي حاجة الناس وقناعاتنا في طريقة ممارسة العمل السياسي الذي نمارسه بقوة تمثيلنا في البرلمان”.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا