منذ العام 2018، كان معلوماً أن لبنان في طريقه إلى الإفلاس. كان الأجدى منذ ذاك الوقت التفكير بعقلانية والبحث بجدية في التحول من النمط الاستهلاكي والاقتصاد الريعي إلى المنتج. ماذا فعلنا؟ ثمة من كان يطرق باب محطتكم، قناة “المنار”، لينبه. ليستجدي دعمكم. ليشرح. ماذا فعلنا؟ هل الذهاب الى “سيدر” هو عنوان عريض للتحول من النمط الاستهلاكي الى النمط المنتج؟ هل الورقة الاصلاحية هي عنوان عريض لجهاد الزراعة والصناعة؟ هل الذهاب الى “صندوق النقد”هو كذلك؟
سماحة السيد.. لا مياه لنزرع. المياه آسنة. لا منازل ولا أراض ليزرع الكثيرون. بل على العكس. كثر هم المشردون. ومن سيتشردون
الكلام عن نمط منتج لا استهلاكي يعني هدم النظام القائم على تزاوج بين السلطتين المصرفية والسياسية، وحين كانت 17 تشرين فرصة، أنتم من ساهمتم في خطاب كان من شأنه المساهمة في إطالة عمر هذا النظام، مع أنكم أنتم من تمتلكون ثقافة هي على النقيض من النمط النيوليبرالي. ثم ما معنى ان نتعب نحن ونزرع فيما أنتم لا تمانعون الذهاب الى “سيدر” و”صندوق النقد”، أي ما معناه ان يدفع الناس من جيوبهم ما يجب أن يدفعه السارقون من الساسة والمصرفيين؟ أهكذا تكون العدالة والحلول؟ أهكذا يكون الانتاج؟
الناس ستبيع منازلها يا سيد. ستبيع أرضها. لا مكان للزراعة. أما عن الصناعة… فهل من كهرباء؟ حسناً ستقولون اعطينا حلولا وما قبلوا. طبعاً، فالحلول المقدمة ليست منطلقة من خطة، وستجابه في اطار الصراع السياسي. وهذا متوقع طبعاً..
منذ 17 تشرين الى اليوم، كنتم تخططون وفقاً لردة الفعل.. كان من الأجدى التخطيط بـ”الفعل”. بالخطة المكتملة. والخطة معروفة، ولا تبدأ من حكومة الواجهة التي رعيتموها يا سماحة السيد، والتي أفضت إلى أن يصبح البعض من الساسة ممن هم من السارقين الحقيقيين في صف المعارضة، وهم اليوم يحاضرون في وقف الانهيار! يا لسخرية القدر..
يا سماحة السيد، صاحبة هذه السطور عضو في ملتقى “سحمر أحلى” في البقاع الغربي، وهو ملتقى تأسس من الناس لأجل الناس.. لا من الأحزاب. وحاولنا تأمين بذور وشتول بلا مقابل مادي للناس.. وكانت الإجابة واضحة: لا مياه لنزرع.
لنعترف. حان وقت الاعتراف. ألم تخطئوا التشخيص؟ ألم تحكموا قبضة المؤامرة؟”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.