بداية تحدث نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف ابو شرف معتبرا ان لبنان، درّة الشرق ومستشفاه، قابع في العناية الفائقة، علـّته في استباحة القوانين وغياب الرقابة والمحاسبة، قلت غياب الضمير وتقاعس القضاء وتدنـّي مستوى الاخلاق.
مؤلم جدا ان يتحول لبنان الى كتلة تلوث، تحاصره في هوائه ومياهه وغذائه وطبيعته، وبؤرة امراض تسمم ابناءه وتؤذي صحتهم، وترفع كلفة الفاتورة الصحية ملايين الدولارات، في حين انه بالامكان تفاديها او على الاقل تقليصها وتخفيف عبئها عن اللبنانيين، اذا ما قررنا فقط الالتزام بالقوانين وتطبيقها. وهنا تماما السؤال: ما نفع القوانين اذا لم تنفذ؟ والأهم لماذا لا تنفذ؟
منذ سنوات أقر قانون سلامة الغذاء، ويشمل كل انواع المأكولات والمشروبات على اختلاف انواعها واصنافها بما في ذلك المياه، اضافة الى المنتجات الزراعية التي تدخل في إعداد الغذاء، وعمليات تصنيعه وتحضيره وتعبئته وتسويقه. لكن اين نحن من كل هذا؟ وهل من يراقب؟
في مسألة النفايات الواقع مؤلم ومبكي. فالى الصورة القاتمة التي غزت شاشات العالم عن اكوام النفايات التي ملأت الشوارع والطرقات، تضاف الامراض والروائح الكريهة التي تملأ بيوتنا وصدورنا من دون اي بوادر حلول، بل تمديد لواقع مر يزيد من اطنان النفايات في بحر لبنان لتمتد الى الدول المجاورة. فمتى سيتغير هذا المشهد وهذه الصورة المحزنة؟ وهنا نسأل كذلك عن دور المواطن في جائحة التلوث. فعليه ايضا تقع مسؤولية كبيرة. ماذا فعل لتحسين الوضع البيئي؟ هو يرمي نفاياته على الطريق. ويقيم الكسارات والمرامل ويخرب الجبال غير آبه بارتداداتها ونتائجها على الطبيعة والارض. يدخن لا يسأل عن احد. يحفر آبارأ ارتوازية ويجفف الينابيع. يحرق الاحراج ليشعل الباربيكيو.
بالامس انتخِبَ لويس أبي نادر من بسكنتا رئيسا للدومينيكان، التقيناه صيف 2017 مشاركا في المؤتمر الاغترابي، آلمه الاعتداء المتمادي على البيئة عندنا رغم اعجابه بطبيعة بلادنا الخلابة.
لذا، هيا بنا نعمل كل من موقعه، من وحي رسالتنا الوطنية والعلمية والانسانية.
ليعود لبـــنان واحة جمال وآمان، وطن الانسان والسلام.
من ناحيته اعتبر وزير البيئة دميانوس قطار ان المشكلات البيئية متأتية في جزء منها من رؤيا ضعيفة، والجزء الاكبر من غياب الحوكمة التي تشكل الاساس في الاطار البيئي. وعند اطلاعه على التقارير تبين له ان ليس الحل هو ما ينقص بل التطبيق المستدام للحلول.واشار الى وجود 940 مكبا عشوائيا تتوزع في مختلف المناطق اللبنانية، و65 معملا لفرز النفايات المنزلية، والحل يكمن بالتخفيف من النفايات بنسبة 50% على الاقل، وفي ايجاد آليات المعالجة على الا يكون التطبيق مرحليا بل مستداما. وقال ان خطة المعالجة التي يعمل عليها حاليا تقوم على انشاء الهيئة الوطنية لمعالجة النفايات، وعلى ايجاد آلية للتخلص من النفايات والمخلفات واستخدامها ضمن الاقتصاد الدائري. وشدد على دور السلطة المحلية والبلديات في هذا الخصوص، وعلى عدم انشاء مكبات جديدة.
عاطف مجدلاني
من ناحيته اكد رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاطف مجدلاتي ان التشريع اللبناني يلحظ احكاما وردت في نصوص قانونية متعددة ترعى سلامة الغذاء والصحة العامة. الا ان هذا التشريع يتضمن ثغرات كثيرة تحول دون تأمين الحماية الكاملة لحقوق المستهلك في غذاء سليم. كما ان الوزرارات والهيئات المتعددة المولجة راهنا مراقبة تطبيق هذه القواعد غير قادرة على لعب دورها بفاعلية من دون وجود آلية تتيح التنسيق في ما بينها نظرا الى وجود قوانين وانظمة متداخلة في ما بينها. يضاف الى ذلك ان التشريعات الحالية لم تعد تتلاءم مع التطور التجاري والاقتصادي الذي طرأ على كل الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية ولا تواكب التقنيات الحديثة.
لذلك اصبحنا في حاجة ماسة الى اعادة النظر في نظام الاغذية برمته واستحداث نظام جديد للاشراف على سلامة الاغذية يركز بشكل شامل وموحد على تحديد وتطبيق مجموعة نموذجية من الارشادات.
وفي كلمته عرض رئيس مجلس الادارة المدير العام ورئيس منظمة ايكاردا الدكتور ميشال افرام كشف عن وجود كمية من النفايات السامة في احدى المناطق اللبنانية وعرض للوضع الكارثس والمخيف في استعمال الآبار لضخ المجارير فيها، وتلوث كل الانهر، وتلوث المياه الجوفية باكملها، وتلوث قسم كبير من الشاطىء اللبناني. وكل ذلك ناجم عن تلوث بالمجارير والمواد الصناعية، لذا تتواجد البكتيريا الضارة والمعادن الثقيلة. كذلك اشار افرام الى استعمال المياه الملوثة في بعض المطاعم والافران والمخابز والمدارس والحضانات والمستشفيات. وطالب أخيراً باعلان حال طوارئ بيئية مائية.
وكشفت منسقة الحملة 174 لتطبيق قانون منع التدخين ان 4800 ضحية تسقط في لبنان سنويا نتيجة التدخين على انواعه من السيجارة الى السيجار الى جائحة الجائحات الاركيلة. وأن الفاتورة الصحية الناتجة عن التدخين منذ العام 2011 التي اقر فيها القانون174 ولم يطبق حتى اليوم بحجة الخسائر الاقتصادية، بلغت 9،3 مليار دولار. واعادت عدم تحرك الحكومة لمنع التدخين، مثلما تحركت بموضوع الكورونا، لأن كورونا يتيمة الابوين، اما التدخين والاراكيل فوراءها 3 كارتيلات ضخمة: الريجي التابع لوزارة المال، وشركات التبغ العالمية التي يشكل لبنان جنتها ، ومجموعة صغيرة جدا من المطاعم موجودة في وزارة السياحة. وانتقدت بشدة قرار وزارة السياحة السماح بتدخين الاراكيل في الاماكن العامة. واكدت أن هذا القرار اتخذ بعكس توصية منظمة الصحة العالمية في لبنان، والدليل أن الدول التي منعت الاراكيل خلال جائحة كورونا لا زالت تمنعها حتى بعد رفع الحجر كليا. ودعته الى العودة عن هذا القرار مدعوما بالكتاب المفتوح في هذا الصدد الموقع من نقيب الاطباء ونقباء المهن الحرة ورؤساء الجامعات الكبرى.