مريم مجدولين لحام في “نداء الوطن” أشهرٌ قليلة، تفصِل تلامِذة لبنان الجامعيين عن سنتهم المقبلة. ومع تفاقم الأزمة الإقتصادية في البلاد، تبدو عملية الإستجابة للتحدّيات المطروحة، وفي مقدّمها إجراء الإمتحانات التي انطلقت البارحة، فادحة في الجامعة اللبنانية، المُجرّدة من القدرة على التعامل مع الأوضاع المُستجدّة. ولا شكّ أنّ الجامعات الخاصة تفاعلت مع تداعيات زمن وباء “كورونا” على نحو مختلف عن الكيفية التي تعاملت بها “جامعة وطن”، باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد استهتار الدولة بها، والإنتقاص من ميزانيتها.
بين “امتحانات الموت” وحِراك الأساتذة ومعضلة التسجيل في السنة الدراسية المقبلة، للأسف فضح أول أيام الإمتحانات هشاشة الوضع وضُعف الإمكانيات، واستهتار وزارة التربية في التفاعل مع مُتطلّبات زمن “كورونا” الطارئة سريعاً، ومن دون تعقيدات كبرى.
إمتحانات الموت
في ظلّ ظروف استثنائية غير مسبوقة، بسبب حالة الطوارئ الصحّية المفروضة منذ آذار الماضي، جراء تفشّي الفيروس، أُقيمت الإمتحانات وسط استهتار ومخاوف فرضها تسجيل ارتفاع في الإصابات خلال الأيام الماضية، وبالتزامن مع الانتقال إلى المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي، بخاصة بعد إعلان رابطة طلاب الجامعة اللبنانية، ليل الأربعاء، عن تسجيل إصابة في كلية الإعلام – الفرع الأول، الأمر الذي أحدث بلبلة بين الطلاب في مختلف الكلّيات، موحّدين جهودهم ومُطالباتِهم بتعليق الإمتحانات حتى إشعار آخر.
وعلى خلفية جائحة “كورونا” التي كثُرت تداعياتها على أكثر من صعيد في كل أنحاء البلاد، وبخاصة على الطبقة الفقيرة والمتوسّطة، التي تُرسل أبناءها إلى الجامعة اللبنانية، اشتعلت من جديد الأزمة بين تلامذة جامعة الوطن وعمادة الجامعة ووزارة التربية. وناشد الطلاب إدارة الجامعة اللبنانية تعليق الإمتحانات، طالبين من وزارة الصحّة تأمين فحوص PCR للطلّاب والأساتذة والموظّفين في الكلية، قبل استكمال الإمتحانات، إذ أنّ الإجراءات المُتّبعة لم تكن صارمة، باعتبار أن فحص الحرارة لم يشمل الجميع قبل الدخول إلى القاعة، كذلك لم يلتزم عدد كبير من الموجودين بوضع الكمّامة”.
من جهتها، تقول هالة رمضان، وهي طالبة في كلية التربية الموسيقية – الفرع الأول، لـ”نداء الوطن” إنّ امتحانات كلّيتها لم تبدأ بعد، لكنّ الوضع لا يُطمئِن، وبحسبها، “كان يجدر بكافة الكليات وفروع الجامعة اللبنانية التنسيق مع وزارة الصحة، والطلب من الطلاب القدوم باكراً بصفة استثنائية، لقياس درجة الحرارة وتوزيع الكمّامات، مع الحرص على التباعد، وتعقيم الصفوف والمقاعد وصولاً إلى قاعة الإختبار، حيث يكون هناك مسلكان للطلاب، خصوصاً إذا اشتبه في إحدى الحالات. كلّ ذلك، في ظلّ تخصيص فريق لإجراء التحاليل في المكان عينه ليواصل التلاميذ إجراء امتحاناتهم بصورة عادية، وإذا كان أحدهم حاملاً لفيروس “كورونا”، يُنسَّق مع عائلته لنقله إلى مركز للعزل الصحّي، مع إعطائهم الحقّ بإعادة الإمتحان بعد تعافيهم. فكلّ ما نُريده هو ضمان إجراء الامتحانات في ظروف آمنة تضمن سلامتنا. لكن يبدو أن أبسط مُتطلّبات الوِقاية معدومة في جامعة الوطن، وشتّان ما بين الواقع والمطلوب”.