من الإقتصاد الى السياسة.. واشنطن تفتح أبواب ضغط جديدة

14 يوليو 2020
من الإقتصاد الى السياسة.. واشنطن تفتح أبواب ضغط جديدة

من غير المنطقي ان نتحدث عن انتهاء موجة الضغوط الأميركية على “حزب الله”، والتي طالت الى حد بعيد، المجتمع اللبناني ككل، لكن الإنهيار السريع للمنظومة النقدية والمالية وحتى الإجتماعية دفع الأميركيين الى الإرتياب من قدرة الحزب على التكيف في مقابل سرعة تضرر حلفائها السياسيين وغير السياسيين، الامر الذي ادى الى تخفيف وتيرة الضغوط لضبط حدّة الإنهيار.

 في المحصلة، ان التراجع التكتيكي للاميركيين الذي حكي عنه في الايام الماضية، ليس تراجعاً عن الضغوط، بل تراجعاً عن حجمها وقدرة دفعها. لكن حتى اللحظة لا تزال الأهداف الاميركية ذاتها مع بعض الليونة، حتى ان الإيجابية العربية ليست سوى فقاعة صابون، اذ انه لم يتغيّر شيء في النظرة الأميركية العامة، واذا كانت واشنطن منعت قطر من وضع وديعة في مصرف لبنان قبل أشهر فلماذا ستسمح للكويت اليوم؟ توحي المؤشرات والتسريبات ان الكويتيين ليسوا في وارد القيام بأي خطوة جدية حتى في مسألة تصدير الفيول.

 ووفق مصادر مطلعة فإن الأميركيين سيستمرون في سياسة إشغال الحزب سياسياً وإقتصادياً ومعيشياً، من هنا برزت المعركة القديمة – الجديدة حول تعديل مهام اليونيفيل.

 وترى المصادر ان الاميركيين يعلمون ان الظروف والتوازنات، ان كان في مجلس الأمن او في لبنان ستجعل من فكرة تعديل مهام “اليونيفيل” مستحيلة، لكن فرض معركة بهذا المستوى السياسي من قبل واشنطن يعني انها تمهد لخطوة ما على صعيد القوات الدولية.

 وتشير المصادر الى ان الاميركيين قد يلجأون الى تخفيض ميزانية القوات الدولية بهدف احراج الدول الاوروبية الاساسية المشاركة فيها، ودفعها الى ممارسة ضغوط مماثلة على الحزب من اجل تحصيل صلاحية اضافية من هنا او اخرى من هناك.

 وتلفت المصادر الى انه قد يكون هناك نية للضغط على المؤسسة العسكرية اللبنانية عبر هذه التصريحات والسقف العالي من المطالب، وجعل الجيش اللبناني يساند “اليونيفيل” في بعض المهام المحظورة، الأمر الذي يؤدي الى امر من اثنين، اما تكريس هذه المهام مع الوقت، او اصطدام بين البيئة الحاضنة للحزب، التي تتصدى عادة للقوات الدولية، والجيش اللبناني.

 اذا انتقلت واشنطن من الضغوط الإقتصادية الصافية الى الضغوط السياسية المباشرة لإستغلال الإنهيار، لكن ذلك وبالرغم من قدرته على تسريع التفاوض والوصول الى نتائج، غير انه يزيد من الشرعية السياسية لخطاب “حزب الله” السياسي امام بيئته على الأقل.