ومثل هذا الحوار، إما انه مؤشر لوجود معطيات ما لدى فرنجية حول مسعى لتسوية جديدة بين الحريري وباسيل، أو هو هاجس يسكن رئيس “المردة” الذي يعتبر أن عودة الحريري الى رئاسة الحكومة لا بد ستحصل ولو بعد حين، على أساس تسوية مع باسيل بوصفه رئيس اكبر كتلة برلمانية. وبالاحرى هو يدرك حاجة الطرفين الى بعضهما. لا يثق فرنجية بـ”التيار الوطني” ورئيسه وهو بدا كمن يحذر الحريري من محاولات جره الى مثل هذا الامر مجدداً. وفي حين قلّل البعض من خلفيات حديث فرنجية ليراه موقفاً في سياق حديث قاله فرنجية “على سجيته”، جزمت مصادر مقربة أن فرنجية حاول تطويق وجود مساع يبذلها الثنائي الشيعي في سبيل اعادة الحريري الى رئاسة الحكومة، بعد اصلاح ذات البين بينه وبين باسيل. وبهذا المعنى توافرت معلومات لفرنجية الذي سارع الى تطويق الموضوع بإعلانه في سبيل تحذير الحريري من شخص فقد الثقة به نهائياً.
حذر فرنجية من تسوية جديدة مع باسيل فرد الحريري “المؤمن” بأنه لا يلدغ من الجحر مرتين. ولكن السؤال هل ان رئيس “الوطني الحر” في وارد العودة الى تسوية جديدة مع الحريري الذي تخلى عنه، معولاً على اكتساب ثقة الشارع. وبهذا المعنى حاول الاستفادة من الخروج على التسوية فلا بقيت التسوية ولا كوفئ لخروجه عليها.
ردّ “الوطني الحر” كان على لسان مستشار باسيل للشؤون السياسية انطوان قسطنطين، الذي لخص على “التويتر” نظرته الى الجانبين بالقول: “واحد جربناه مرّة طلع بلا ركاب. وقع بنص الطريق ومن ضعفو هرب وصار يسبّنا. وصاحبو مدّينالو جسر تايعبر ع الوطن. لمّا وقف ع اجريه رمانا بحجر، يللي بيجرّب المجرّب بيكون عقلو مخرّب، اطمئنوا… نحنا ما رح نعيدها”.
ويقصد قسطنطين تذكير فرنجية بيوم قال له النائب السابق فارس سعيد حدودك المدفون ليرد عليه فرنجية بالقول لاحقاً: “بفضل الجنرال عون قطعنا كل المناطق”. أما الثاني فهو الحريري الذي لا يزال يعتبر “التيار” ان “خوفه دفع به الى الهروب من المواجهة محاولاً ركوب موجة الحراك”.
لا تنكر مصادر معنية وجود مساع معينة لإعادة الحريري، لكن ليس من خلاله او عبره بل ان الحريري “هو الساعي وساعي البريد له رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائبه ايلي الفرزلي، ومن يتريث هو التيار الوطني لأسباب تتصل اولاً بأن جوهر الازمة مالية اقتصادية حيث الكباش كبير جداً”.
يأتي ذلك كله، في وقت لا يترك فيه الحريري فرصة إلا ويؤكد فيها أنه لا يسعى لرئاسة الحكومة، كما كررها أكثر من مرة أن “ليس على جدول أعماله أي مصالحة أو لقاء مع باسيل”.