كنعان يكشف لـ ‘لبنان 24’ أجواء زيارة الديمان… ويعلن: خطة الحكومة تغيّرت!

20 يوليو 2020
كنعان يكشف لـ ‘لبنان 24’ أجواء زيارة الديمان… ويعلن: خطة الحكومة تغيّرت!

كثيرةٌ هي العناوين السجاليّة التي تطغى على الشأن العام في لبنان هذه الأيام، من مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي تحت عنوان “الحياد”، التي باتت الطبق السياسي “الدسِم” على كلّ الموائد، إلى المأزق الماليّ المتفاقم، على وقع المفاوضات المتأرجحة مع صندوق النقد الدولي.
 عن كلّ هذه الملفّات، يتحدّث رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في حوار خاص مع “لبنان 24″، بصراحةٍ وواقعيّة، بعيداً عن الخوض في سجالاتٍ لا طائل منها، يقول إنّه سئم منها، ورغبةً في توضيح الحقائق للرأي العام، لعلّ ذلك يشكّل مَدخلاً لإيجابيّةٍ ما يتعطّش اللبنانيون لتحقيقها.
من مبادرة الراعي، ينطلق كنعان، كاشفاً أجواء الزيارة التي قام بها برفقة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل إلى الديمان، والتي أكد أنّها “إيجابيّة”، قبل أن يعرّج على الملفّ الماليّ، الذي رصد “خباياه” في مجلس النواب، مؤكداً في هذا السياق أنّ الخطة الماليّة للحكومة تغيّرت، وأنّ أرقامها انخفضت.
أجواء إيجابيّة…
 يؤكد النائب كنعان لـ “لبنان 24” أنّ اللقاء مع البطريرك الماروني كان إيجابياً، كاشفاً عن نقاشٍ دار خلاله حول مبادرته والصرخة التي أطلقها أخيراً، “وحصل تبادل آراء حولها، وكيفيّة التعاطي معها حتى تكون جامعة لتؤدي الهدف المطلوب منها”، وهو، كما فهمه، “حماية لبنان وليس أيّ أمر آخر”.
وإذ يجزم كنعان بأنّ البطريرك الراعي كان واضحاً بأنّ هذا الحياد “لا يشمل موضوع الصراع مع إسرائيل”، يشير إلى أنّ كلّ ما ينشده البطريرك هو أن لا يدفع لبنان ثمن الصراعات الإقليمية والخارجية، لافتاً إلى أنّ “لبنان بحاجة لأوكسيجين ليرتاح ويلملم جراحه على كل المستويات سياسياً ومالياً واجتماعياً”.
“لن نقصّر”!
 ينفي كنعان أن تكون العناصر الخارجية التي تحدّث عنها الوزير باسيل بعد اللقاء بمثابة “شروط”، قائلاً إنه تحدّث على العكس من ذلك عن عوامل خارجية لا بدّ من أخذها بعين الاعتبار، ومضيفاً: “نحن وضعنا كلّ العناصر الخارجية التي تؤثّر على الوضع الداخلي وتحتاج لمعالجة حتى لا يتحول أي طرح إلى حالة انقسام في الداخل”.
وفيما يعتبر كنعان أنّ باسيل “كان يصف الوضع اللبناني والتداخل الموجود مع الخارج وهذا ما اعتبره البطريرك خارطة طريق”، يؤكد رداً على سؤال عن إمكان لعب دور “الوسيط” بين الأخير و”حزب الله”، استعداد “التيار” للقيام بكلّ ما يلزم، ويضيف: “قلنا للبطريرك إننا لن نقصّر، وسنقوم بكلّ ما نستطيع القيام به”.
ويشدّد كنعان على أنّ “المطلوب التفاف وطني حتى تحقق المبادرة الهدف المرجو منها”، والذي يصفه بـ “النبيل”، مذكّراً بأنّ لبنان تاريخياً قائم على معادلة “لا شرق ولا غرب”، وهذه علّة وجود لبنان كملتقى للحضارات والطوائف والديانات والأفكار، “وإذا مارسنا هذه الحيادية عمّا يحصل في المنطقة أو حتى داخلياً عن صراعاتنا السياسية، نستطيع حماية البلد”.
قضية مقاربات لا أرقام!
وإذ ينتقد كنعان “تسييس” كلّ الصراعات التي يعانيها البلد، اقتصادياً ومالياً وقضائياً واجتماعياً، يؤكد أنّ العمل الذي تصدّى له في المجلس النيابي كان “بعيداً عن السياسة”، مشيراً إلى “عملٍ مُضنٍ” شاركت فيه الكتل النيابية قاطبةً على امتداد سبعة أسابيع، تمّ خلالها الاستماع إلى كلّ الأطراف المعنيّة بالشأن الماليّ.
ويعتبر كنعان أنّ الحكومة هي التي حوّلت الموضوع إلى السياسة عندما رفضت الاعتراف بواقع معيّن، وكأنّ في ذلك خسارة، مضيفاً: “أنا لم أقل إنّ أرقام الحكومة خطأ، علماً أنّ صندوق النقد ربما يرتاح لأرقام عالية أكثر، لكن المسألة ليست مسألة أرقام بل مقاربات”.
ويوضح كنعان أنّ المقاربة تختلف بين الإفلاس والتعثر، “وعندما نتفق على المقاربة الأساسية يصبح الرقم أمراً ثانوياً”، شارحاً أنّ “التعثر يختلف عن الإفلاس، ويتطلب جدولة الخسائر بطريقة أسهل، لا تسديدها دفعة واحدة، الأمر الذي ينعكس على الاقتصاد ككلّ، والمودعون من ضمنه”.
حلول وهميّة؟!
وإذ يؤكد كنعان تقديره للجهد الذي بذلته الحكومة لإحصاء كل الخسائر، يقول إنّه لا يفهم سبب “التشبث في التعاطي على مستوى طريقة المعالجة”، محذراً من أنّ “كل الحلول التي تطرحها الحكومة ليست مضمونة، فلا استعادة الأموال المنهوبة مضمونة، ولا سيدر مضمون، ولا صندوق النقد الدولي مضمون أبداً، وبالتالي كلّ هذه الحلول أقلّ ما يقال فيها أنها افتراضية إن لم تكن وهمية”.
ويشدّد على أنّ الحل هو بالذهاب نحو تشخيص حقيقي لحلول واقعية حتى لا يتحمل المودعون كل الخسائر، مضيفاً: “هذا نقاش وليس تحدياً، علماً أنّ ما يحصل اليوم يثبت أنّ الحكومة تناقش خطتها مع المصارف، وهناك حديث عن تصحيح للخطة، كأن العملية “بتحلى” مع الخارج”.
“بتخلص هون”
وعن الحملة التي تعرّض لها أخيراً، وصولاً إلى حدّ وصفه ممثّلاً لـ “حزب المصارف”، يؤكد كنعان أنّ هذه الحملة “معروف مصدرها”، ويقول: “ردّيت عليها بالوقائع الدامغة والخطاب الواضح والقاسي، بعدما شعرت بحملة ممنهجة ولا يوجد فيها شيء من الصحة”، لكنه يلفت إلى أنّها “بتخلص هون”، بدليل أنّ أي طرف سياسي لم يُبدِ تبنّياً لها.
وينفي كنعان أن يكون قد اعتمد في حوارات مجلس النواب خطة المصارف كما اتُهِم، بل يذهب إلى حدّ نفي نقاش هذه الخطة من الأساس، ويقول: “لم نناقش للحظة خطة المصارف. قيل إننا اعتمدناها في حين أننا لم نناقشها أصلاً، ولم نصل إلى مرحلة الحلول أصلاً”.
وفيما يقول كنعان إنّ “الحقيقة ستظهر في النهاية”، يكشف أنّ الخطة الحكومية تغيّرت، وبالأرقام، مضيفاً: “هذه أرقام مثبتة. القروض المتعثرة مثلاً انخفضت 20 ألف مليار، والهندسات المالية انخفضت 62 ألف مليار، وسندات الخزينة انخفضت 29 ألف مليار، أي أي الخطة ككل انخفضت لأكثر من 100 ألف مليار”.
الإصلاح أولاً…
“عند الامتحان يُكرَم المرء أو يُهان”، يقول كنعان ختاماً.
هو يكشف في سياق حديثه مع “لبنان 24″، أنّ شهادة صندوق النقد بأرقام الحكومة أو غيرها لا تقدّم ولا تؤخّر، فالمطلوب “العمل على تليين موقف الصندوق وإقناعه لا أخذ شهادة تقدير منه”.
برأيه، “المفيد للبلد هو أن يقتنع صندوق النقد أن لبنان قادر على النهوض، والأساس هو الإصلاح”، إصلاحٌ لا يزال حبراً على ورق، ويبحث عمّن ينفّذه على ما يبدو…