اولاً، ملف ترسيم الحدود، اذ ترغب الولايات المتحدة الأميركية بأن يتم الإتفاق على صيغة لترسيم الحدود البحرية مع العدو الاسرائيلي تكون لمصلحة الاخير ويكون له الحق فيها بجزء من البلوك رقم ٩، وهذه المفاوضات التي يقودها اليوم الرئيس نبيه بري تحتاج الى موافقة من “حزب الله” من اجل تحقيق خرق كبير فيها والوصول الى نتيجة مرضية اميركياً، وهذا غير متوافر حتى اللحظة.
ثانياً، هو نفوذ “حزب الله” الخارجي او تمدده الإقليمي، اذ أن الحزب اثبت أنه قوة نوعية قادرة على تبديل المعادلات الميدانية في الإقليم، وعلى التأثير على جزء اساسي من المعارك والحروب المصيرية، كما أن تمدد الحزب الاقليمي الذي تضعه واشنطن شرطاً اساسياً وغاية محورية لها يشمل ايضاً الموضوع السياسي، اذ يلعب الحزب اوراقاً ميدانية بالتوازي مع حراكه السياسي وتأثيره على القوى الاقليمية وتحديداً في العراق واليمن وسوريا.
ثالثاً، تسعى واشنطن الى تخيير “حزب الله” بين ما يسميه البعض الدولة والدويلة، اذ على الحزب أن يختار اما أن يكون ميليشيا مسلحة او أن يكون جزءاً اساسياً من السلطة اللبنانية، مع العلم أن الاميركيين مرتابون بشكل لافت من وجود “حزب الله” في السلطة ويسعون عبر عدة طرق واساليب الى اعادة عقارب الساعة الى ما قبل انتخابات عام ٢٠١٨، وهذا ما يؤمنه لهم ضرب حلفاء الحزب شعبياً واعلامياً لعدم تمكينه من الفوز معهم في أي انتخابات مقبلة.
رابعاً، الصواريخ الدقيقة. تعتبر الصواريخ الدقيقة اهم انجاز نوعي معلن لـ”حزب الله” واخطر سلاح معلن يمتلكه الحزب على اسرائيل، وهو قادر على تغيير معادلات عسكرية، لذلك تعمل واشنطن عبر اساليب الضغط الديبلوماسي والسياسي على دفع “حزب الله” إلى تسليم هذا النوع من السلاح، كذلك تحاول القيام عبر الدعم الاسرائيلي بحراك عسكري وامني لضرب هذه المنظومة الصاروخية في سوريا وربما لاحقاً في لبنان.
خامساً: حرية الحركة جنوب الليطاني، ومن هنا يأتي الحراك السياسي الداعي الى زيادة صلاحيات “اليونيفيل”، اذ تعمل واشنطن على الحد من هامش حركة “حزب الله” جنوب الليطاني ما سيشكل مدخلاً كبيراً لتنفيذ غارات جوية اسرائيلية في لبنان من دون ان يتمكن الحزب من الرد بطريقة مؤلمة ومباشرة على اسرائيل.