ومن المتوقع أن يوجه لودريان رسالة حازمة للسلطات اللبنانية لأنها تأخرت في الإصلاحات التي كانت منتظرة منها منذ سنتين، وسيقول بصراحة إنّ أحداً لا يمكنه أن يساعد لبنان، لا فرنسا ولا أي من الدول الداعمة له، طالما لم يستمع المسؤولون اللبنانيون إلى كل النداءات التي وجهت إليهم منذ مؤتمر سيدر بوجوب القيام بالإصلاحات. وسيفصّل الوزير الفرنسي مع المسؤولين هذه الإصلاحات المنتظرة، وهي الكهرباء وتشكيل الهيئات التنظيمية والشفافية ومكافحة الفساد واستقلالية القضاء، في وقت ترى باريس أنّ الحكومة لم تفعل شيئاً من ذلك.
وبالنسبة لصندوق النقد الدولي سيركز لودريان على أنه ينبغي التقدم في المفاوضات مع الصندوق، بينما هي الآن معطلة وهناك إصلاحات بإمكان الحكومة أن تنفذها من دون انتظار التوصل الى برنامج مع صندوق النقد، ومن بينها الـ capital control وضبط رؤوس الأموال وإعادة هيكلة الدين.
ومن ناحية أخرى، تؤيد باريس منذ زمن طويل مبدأ “النأي بالنفس” في لبنان عن صراعات المنطقة، وهي تؤيد مواقف االبطريرك الراعي على هذا الصعيد، وسيقول لودريان للبطريرك عندما يلتقيه أن موقفه هذا مرحب به. كما أنّ فرنسا الحريصة على استقلال لبنان وعلى نشر القوات العسكرية اللبنانية في الجنوب اللبناني، تهدف قبل التجديد لقوة حفظ السلام في الجنوب في نهاية آب المقبل إلى ألا تتغيّر مهمة هذه القوة ولا قواتها ولا وسائلها، علماً أنّ المفاوضات السنوية حول هذا الموضوع هي صعبة وقد تكون بالغة الصعوبة هذه السنة بسبب ضغوط الولايات المتحدة في هذا الشأن.