وبسبب تلك المساعدة، أحيل الأشقاء الثلاثة اليوم مع العسكري للمحاكمة، الأخير بجرم مخالفة التعليمات العسكرية والتماس المال ليقوم بعمل من أعمال وظيفته، والأخوة الثلاثة بجرم رشوة الأول.
يشير المدعى عليه “ب.ف” الذي كان موقوفا في سجن العدلية (تحت الجسر) تحت حراسة العسكري المذكور، أنّ علاقة صداقة نشأت بينه وبين العسكري، إذ صار الأخير يخبره عن مرض أبيه وحاجته للمال من أجل شراء دواء له أو من أجل إصلاح سيارته، وأمام بكاء العسكري الرقيب، حنّ قلب نزيل السجن وطلب من شقيقتيه مساعدة الرجل على قدر المستطاع وزوده برقم هاتفيهما.
في الإتصال مع الأولى، لم يلقَ طلب العسكري قبولا منها، فتواصل مع شقيقتها الثانية وأرسل لها صورة حادث السيارة الذي تعرّض له طالبا منها تحويل مبلغ مئة ألف ليرة عبر الـ OMT ففعلت، لتتفاجئ به يصحح مطلبه بعد أن أجرت تحويل المبلغ المذكور، ويطلب مليون ليرة على سبيل الدين ، حينها أخبرته أنّ هذا المبلغ يفوق قدرتها وأنّ عائلتها أولى بهذا المبلغ خاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان.
تؤكد الشقيقتان أن شقيقهما عندما كان موقوفا هو من طلب منهما مساعدة العسكري لأنه “معتّر” وأنّه أخذ منهما مبلغ مئتي الف ليرة على سبيل الدين، استلم منها مئة ألف ليرة عبر الـ OMT ومرة أخرى إلتقته “ع” قرب نظارة قصر عدل بيروت وسلّمته على مرأى من الجميع المئة ألف الأخرى على سبيل الدين ليس إلا، وأبدت إحدى الشقيقتين إستغرابها كيف اتصل بها العسكري أكثر من مرة في زمن التعبئة العامة بسبب كورونا وطلب منها إحضار طعام لشقيقها، مشيرة الى أن عاطفتها هي التي دفعتها الى منح المال للعسكري بسبب حبّها لشقيقها الذي ترغب برؤيته باستمرار.
وبسؤال العسكري عما إذا كان معتادا طلب المال من السجناء أو ذويهم أكد أنّها المرة الأولى التي يفعلها بعد أن أصبح السجين صديقه وبسبب ظروفه المادية السيئة، مشيرا الى أنه أوقف 85 يوما.
الحكم يصدر الليلة.