لهذه الأسباب لم يرد ‘حزب الله’ على الراعي

24 يوليو 2020
لهذه الأسباب لم يرد ‘حزب الله’ على الراعي

كتب شارل جبور في صحيفة “الجمهورية” تحت عنوان “لماذا تجنّب “الحزب” الرَّد على البطريرك؟”: “لم يسمِّ البطريرك بشارة الراعي، بدعواته المكررة لإعلان حياد لبنان، الجهة السياسية التي تحول دون ترجمة دعوته على أرض الواقع، ولكن “حزب الله” تلقى الرسالة جيداً، فيما كل القوى السياسية تعلم تمام العلم انّ الحزب هو المقصود.

إنقلبت الأدوار بين السنّة والشيعة، بين الميثاق الأول في العام 1943 والميثاق الثاني في العام 1989، إذ في حين كان الحياد مرفوضاً سنياً بسبب تعلُّق السنّة بالقضايا العربية على حساب القضية اللبنانية، تحوّل الحياد إلى مرفوض شيعياً بفِعل الارتباط العضوي للفريق الأقوى داخل هذه البيئة بالمشروع الإيراني على حساب المشروع اللبناني، وفي كل الوقت كان الحياد مطلباً مسيحياً.
 
وعلى رغم كل ما قيل عن تحالف الأقليات، إلّا انّ هذا التحالف هو مجرد وهم لأنه يستحيل على أقليات قَلقة على وجودها ومسكونة بهواجس تاريخية موروثة ان تتفِق بين بعضها البعض، فيما بإمكانها بكل سهولة أن تتّفق مع أكثرية لا يتملّكها هاجس الخوف والاضطهاد، والدليل على ذلك انه رغم الاختلاف الاستراتيجي حول دور لبنان بين المسيحيين والسنّة، إلّا أنهما نجحا في إبرام ميثاق 1943، ونجحا بتجاوز حوادث 1958. ولو لم تُفقِد الحرب الطائفة السنية مفاتيح الحلّ والربط لكانت نجحت مع المسيحيين في إنهاء هذه الحرب قبل الاتفاق في الطائف في العام 1989.
 
والاتفاقات الأربعة التي أبرمت في الأعوام 1943 و1958 و1989 وأخيراً في العام 2005 مع انتفاضة الاستقلال، تؤكد بوضوح انّ ما كان ممكناً بين المسيحيين والسنّة هو متعذّر اليوم بين القسم الأكبر من اللبنانيين والحالة الشيعية التي يمثلها “حزب الله”، وتذكيراً بأنّ الاتفاقات الأربعة التي أبرمت كان عنوانها الدولة والدستور والميثاق، ولم تكن اتفاقات أمر واقع أو لتقطيع الوقت والمساكنة بين مشروعين كما هو الحال اليوم، ما يعني انّ ما يسمّى بتحالف الأقليات هو مجرد وهم، وأيّ تفاهم في ما بينها يكون على قاعدة استتباعية طرفٍ لآخر، وليس على قاعدة الشراكة والمساواة والدستور.
والهدف من هذا الكلام القول انّ الوصول إلى أيّ تفاهم مع «حزب الله» سيبقى مستحيلاً ما لم تعدِّل إيران في دورها الإقليمي، وبالانتظار سيبقى لبنان مساحة اشتباك داخلية وصندوق رسائل لطهران، ولكن في ظل حرص بين معظم الأطراف على إبقاء التوتر الداخلي منخفضاً بسبب الأزمة المالية الخانقة، وعدم رغبة أي طرف بالتوتير، فلا الفريق المؤيّد للحياد يسعى في الوقت الحاضر إلى تأسيس جبهة لحمل هذا الطرح الدستوري والميثاقي، ولا “حزب الله” يريد الدخول في اشتباك مباشر رفضاً للحياد الذي تؤدي إعادة العمل به إلى إنهاء الدور الخارجي للحزب والداخلي بتسليم سلاحه، بل فضّل أن يأتي الردّ عن طريق الرئاسات الثلاث واستطراداً النائب جبران باسيل، ومن خلال ترحيل الحياد إلى حوار لن يأتي بنتيجة وإغراقه بملفات تتطلّب قرناً بالحد الأدنى لحلها، وأمّا الأسباب الكامنة وراء تجنُّب الحزب الرد مباشرة على البطريرك، فمردّها إلى الآتي:
 
أولاً، العنوان الذي يعمل عليه “حزب الله” في هذه المرحلة هو الحفاظ على «الستاتيكو» القائم حتى إشعار آخر، فلا يريد جرّه إلى اي اشتباك داخلي، وحتى في مرحلة التكليف والتأليف نأى بنفسه عن الاشتباك مع الرئيس سعد الحريري، بل حرص على توجيه إشارات إيجابية لرئيس «المستقبل» بأنه يتفهّم موقفه وقراره برفض التكليف، وواصَل سعيه لتحييد رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط عن أي اشتباك في الملفات التي تزعج الحزب، وبالتالي يسعى للتبريد في الداخل منذ العام 2014 مع تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام إلى اليوم”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.