‘حزب الله’ يلعب مع الوقت.. هل يتأخر الرد قليلاً هذه المرة؟

24 يوليو 2020
‘حزب الله’ يلعب مع الوقت.. هل يتأخر الرد قليلاً هذه المرة؟

متى يرد “حزب الله”؟ بات هذا السؤال الاساسي المطروح لدى الجهات الاعلامية والسياسية والامنية في لبنان وفي “اسرائيل”، اذ ان الحراك الاعلامي القريب من الحزب لا يوحي برد قريب ولا بعملية امنية سريعة أقله من لبنان، وهذا سهل الملاحظة اذا ما تمت مقارنته مع الأحداث السابقة.

السؤال المرتبط بتوقيت الرد، لا اجابة له. كما دائما وككل العمليات العسكرية المرتبطة بإسرائيل يغلق “حزب الله” دائرة المعنيين، ويصبح التسريب مستحيلاً. ولعل من خبر الحزب فقط خلال الحرب السورية يجده مختلفاً في التعاطي مع القضايا الاسرائيلية. لا تسريبات ولا معلومات ولا حتى ايحاءات. لكن الاسئلة المطروحة اليوم هي ما اذا كانت اطلالة الامين العام لـ”حزب الله” المقبلة ستكون قبل الرد او بعده؟ وما اذا كان الرد قبل عيد الأضحى او بعده؟

كل هذه الاسئلة لا اجابات حقيقية لها، لكن في السياسة هناك اسئلة تبقى اجوبتها رهناً برغبات الحزب وحساباته. مثلاً ماذا لو كان الحزب يريد تنفيذ عملية الرد في الوقت القاتل لإسرائيل، اي عندما لا تكون قادرة حتى على الردّ على الردّ؟ وماذا لو ان العد العكسي للعملية سيبدأ بعد اطلالة السيد حسن نصرالله المقبلة وليس قبلها؟

يقول بعض المطلعين أن “حزب الله” يرى ان اسرائيل وجهت ضربة في توقيتها، او الأصح في توقيت نتنياهو الراغب بالهروب من كارثة داخلية لم يعد هناك مفر منها الا بعملية مجنونة في الخارج، لذلك فإن الانجرار نحو الرد في التوقيت الإسرائيلي لا يجب ان يكون وارداً.

التوقيت الإسرائيلي وفق النظرة التقليدية، هو حالياً في الوقت الضائع الذي يسبق بدء الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة الأميركية، اذ عندها لن يكون هناك مجال للمناورة في واشنطن ولن يكون هناك اي امكانية لتغطية حرب اسرائيلية او حتى المساندة فيها.

قبل ٤ سنوات استغلت ايران وسوريا الحملات الانتخابية الاميركية وسيطرت على مدينة حلب وعلى الجزء الاكبر من البادية السورية، فهل يتكرر هذا الأمر هذه السنة؟

يعتقد المتابعون ان رد “حزب الله” حتمي، لا مجال لغير ذلك، اذ ان عدم رد الحزب يعني قبوله بقاعدة اشتباك جديدة وسماحه بأن تنفذ اسرائيل عمليات عسكرية ضدّ مقاتليه في سوريا وهذا غير وارد، لذلك فإن الرد قد يحصل لكن في الاسابيع المقبلة. من هنا لم يبدأ الضخّ الاعلامي والشحن المعنوي، ولهذا لم يتحدث الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بعد.

ويرى هؤلاء ان هناك محاولة من “حزب الله” لتمرير الايام حتى نهاية تموز، ليبدأ بعدها العدّ العكسي للعملية العسكرية او الامنية وللرد على اسرائيل، اذ ان منتصف آب هو الموعد غير الرسمي للبدء الحملات الانتخابية في واشنطن وعندها تتجمد كل المبادرات العسكرية الامنية الاسرائيلية، ويصبح الرد في حينه، مهما كان موجعاً غير قابل للاستغلال الاسرائيلي ما لا يؤدي الى انزلاق وتدحرج الى حرب.