لقاح جائحة كورونا قبل نهاية السنة.. ولبنان “إلو الله”

25 يوليو 2020
نسرين مرعب

يسعى أكثر من 140 فريقاً من الباحثين حول العالم للوصول إلى إنتاج لقاح لوباء “كوفيد 19″، الذي أودى حتى اللحظة بحياة 633 ألف شخص، وأصاب أكثر من 15 مليون في مختلف أنحاء العالم.

ومن بين الاختبارات المبشّرة، تلك التي يجريها باحثون من جامعة “أوكسفورد” البريطانية بالتعاون مع شركة “أسترا زينيكا” العملاقة للصناعات الدوائية. فاللقاح الذي جُرّب على 1077 من الأصحاء، ينتج وفق دورية “لانست” الطبية العلمية”، أجساما مضادة قوية، وردود فعل مناعية من الخلايا التائية (T cell).

وبحسب ما أعلن رئيس فريق الدراسة، أندرو بولارد، فإنّ هذا اللقاح “يستهدف استثارة الفرعين بحيث يهاجم الفيروس أثناء تحرّكه في الجسم، وكذلك يهاجم الخلايا المصابة”.

من جهتها، حجزت الحكومة البريطانية، 100 مليون جرعة من هذا اللقاح.

الأهمّ أن شركة “أسترا زينيكا” تعاقدت مع معامل أدوية في الهند، وصنعت ومنه نصف مليون لقاح، في انتظار حصول اللقاح على الموافقة الأميركية الرسمية، ليصبح الرقم ملياري لقاح يجدها الناس في الصيدليات خلال نهاية السنة الحالية.


بحسب ما أعلن رئيس فريق الدراسة، أندرو بولارد، فإنّ هذا اللقاح “يستهدف استثارة الفرعين بحيث يهاجم الفيروس أثناء تحرّكه في الجسم، وكذلك يهاجم الخلايا المصابة”


إلى جانب اللقاح البريطاني المنتظر، توجّهت الأنظار أيضاً إلى اللقاح الروسي. فالنائب الأول لوزير الدفاع الروسي روسلان تساليكوف أعلن أنّ اللقاح الذي صمّمه مركز “جيمالي” بالتعاون مع “معهد البحوث العلمي المركزي رقم 48” التابع لوزارة الدفاع، قد بات جاهزاً.

ووفق ما ذكر موقع “themoscowtimes”، فإنّ هذا اللقاح يعتمد على فيروسات الغدة البشرية التي تتمثّل في نزلات البرد.

وأشار مموّل “صندوق الاستثمار المباشر الروسي”، كيريل دميترييف، إلى أنّ هذا اللقاح أنتج أجساماً مضادة ضد الفيروس التاجي، وكان مستوى الأجسام المضادة المتولّدة قابلاً للمقارنة مع مستواها لدى الأشخاص الذين يتعافون من الفيروس من دون لقاح.

بحسب دميترييف هذا اللقاح ينتظر انتهاء الاختبارات الثانية على البشر في 3 آب ليتمّ بعد ذلك إنتاج 30 مليون جرعة منه، وبعدها إنتاج 200 مليون جرعة بالتعاون مع شركاء أجانب، فينهاية العام 2020. ويشير إلى أنّ تركيا والإمارات العربية المتحدة ودولاّ أخرى ستشارك في تجارب المرحلة الثالثة.

في السياق نفسه، أشارت الصين إلى أنّها اقتربت من إنتاج لقاح لفيروس كورونا، وبدأت ببناء مصنع عملاق كي يبدأ بإنتاج كميّات كبيرة من اللقاح ابتداء من آذار المقبل.

ويعدّ اللقاح الذي طوّرته شركة “كانسينو بيولوجيكس” الصينية و”وحدة البحوث العسكرية الصينية”، من لقاحات قليلة حقّقت نتائج مبشّرة في التجارب الأوّلية على البشر. وبحسب المعنيّين، فإنّ هذا اللقاح آمن، وقد استحثّ جهاز المناعة في الجسم على المقاومة.

في المقابل، أعلن المجلس الهندي للبحوث الطبية “ICMR”، أنّه بصدد إطلاق اللقاح الذي شاركت في إنتاجه شركة “بي بي آي أل”، في 15 آب المقبل.

موعد إنتاج اللقاح أثار انتقادات من خبراء الصحة بالهند، إذ أبدوا قلقهم من سرعة الاختبارات. واعتبر المتحدّث باسم “المجلس الهندي للأبحاث الطبية”، لوكيش شارما، أنّ “كلّ شيء يعتمد على نتائج التجارب السريرية”.

“هذه اللقاحات التي يتمّ الحديث عنها (البريطاني منها والروسي) ليست جاهزة حتى الآن، ولن تكون جاهزة قبل آخر أيلول وأوّل تشرين”، يقول الرئيس السابق لـ”الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية” الدكتور زاهي الحلو، لـ”أساس”، موضحاً أنّنا “لا نعرف متى سيُطرح اللقاح في لبنان، فالعالم كله بحاجة إليه”.

وفيما يتعلّق بسعره، يوضح الحلو أنّه مرتبط بالشركة المصنّعة، و”كم ستكون رحومة”.


هذه اللقاحات التي يتمّ الحديث عنها (البريطاني منها والروسي) ليست جاهزة حتى الآن، ولن تكون جاهزة قبل آخر أيلول وأوّل تشرين


“حتى الآن لا شيء في اليد”، تعلّق نقيبة المختبرات الطبية ورئيسة “اللجنة الوزارية الاستشارية لفحص الكورونا” الدكتورة ميرنا جرمانوس حداد في حديث لـ”أساس”. وتوضح أنّ “اللقاح قبل وصوله إلى السوق وتصنيعه يحتاج لتجارب أولاً على الحيوانات، ولاحقاً على الإنسان. وحتى الآن هناك فقط تباشير لا أكثر”.

وتوقّفت الدكتورة حداد عند اللقاح البريطاني قائلة: “في جامعة أوكسفورد ببريطانيا. وجدوا لقاحاً وأجروا تجارب على 1077 شخصاً. والعيّنات تجاوبت، وأنتجت أجساماً مضادة. ولكن من المبكر القول إنّ هذه الأجسام المضادة ستسمح للناس بتخطّي فيروس كورونا. إذاً، لا نعرف بعد إن كان هذه الأجسام المضادة تحمي من الفيروس”.

وبحسب حداد، يتمّ العمل على نوعين من اللقاح:

1- اللقاح بالأجسام المضادة.

2- اللقاح الذي يصنع مناعة من جهة تشغيل الكريات البيضاء.

في حال تمّ انتاج اللقاح، بأيّ سعر سيطرح وهل سيكون متاحاً للجميع؟

تجيب: “نصف الكرة الأرضية ستتلقّى اللقاح، ويجب أن تكون الأسعار جيدة”، لافتة إلى أنّ اللقاح سيطرح بكميات “هائلة”.

أما لبنان، وإن أُنتج اللقاح، فهو على “لائحة الانتظار”، في ظّل وضع اقتصادي سيء يمنعه من المزاحمة للحصول عليه في مرحلة متقدّمة. خصوصاً أنّ السعر المبدئي للقاح سيكون 40 دولاراً، ما سيخفّف الكثير من إمكانية استعماله في لبنان.