لاحظت مصادر لبنانية متابعة، ان زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، اتسمت ببعد اقليمي اساسي، فالصراع الايراني – الإسرائيلي حول سوريا، هو المسبب لحصار لبنان، وهناك موضوع التمديد للقوات الدولية “اليونيفيل”، حيث لبنان يريد استمرار هذه القوات عديدا ومهمات، فيما الولايات المتحدة ومن خلفها اسرائيل تريد خفض العديد وتعديل المهام، ليصبح بوسعها إجراء مداهمات في القرى والبلدات، الأمر الذي يرفضه حزب الله ومن خلفه الحكومة.
ولا يمكن تجاهل يوم السابع من آب المقبل موعد صدور الحكم بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقة، في المحكمة الدولية في لاهاي. وهناك دعوة البطريرك بشارة الراعي لحياد لبنان، فضلا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يخشى معها من إشراك جنوب لبنان وربما لبنان بأسره في هذه الانتخابات عن بعد، وعبر صناديق اقتراع متفجرة.
مصادر متابعة رأت في زيارة وزير الخارجية الفرنسية إلى لبنان جزءا من دعوة الحياد لهذا البلد التي أطلقها الراعي وايدته فيها كافة الأطراف السيادية، لكنه ترك جملة أسئلة بلا أجوبة أولاها أنه بعد الجولة الرسمية خص البطريرك الماروني بزيارة ومثله مؤسسة عامل الواقعة في حارة حريك، حيث معقل حزب الله، ولو بصورة عابرة، ما خلق انطباعا لدى هذه المصادر بأن فرنسا رغم أوجه التلاقي معها في السياسة والثقافة، لم توحد نظرتها الى كل اللبنانيين كسواسية وطنية.
ومع ذلك، فإن زيارة لودريان التي كانت مرتقبة من الرئيس إيمانويل ماكرون احدثت الصدمة التي تحدث عن سعيه إليها في مجلس خاص، وقد نقلت قناة «ام، تي، في» عنه قوله: “الصدمة ضرورية مع مثل هذه السلطة”.