كتب محمد شقير في “الشرق الأوسط” قال دبلوماسي عربي بارز في بيروت، إنه لم يُفاجأ بخيبة الأمل التي أصابت وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، خلال محادثاته في بيروت، ورأى أنه سرعان ما اكتشف عدم التزام حكومة الرئيس حسان دياب، بمعظم ما تعهّدت به في بيانها الوزاري لوقف الانهيار المالي والاقتصادي، وأخذت تتعامل مع النصائح الدولية التي أُسديت لها بعشوائية، وبكثير من التخبُّط والارتباك الذي أعاق بدء التفاوض الجدّي مع صندوق النقد الدولي لدعم خطة التعافي المالي.
ولفت الدبلوماسي العربي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن الحكومة الفرنسية كانت في طليعة الدول التي سعت لدى المجتمع الدولي والدول العربية القادرة لإعطاء فرصة لحكومة دياب، لعلها تتمكن من وقف الانهيار، لكنها بادرت، كما يقول لـ”الشرق الأوسط”، إلى تعديل موقفها في ضوء إحساسها بأن حكومة دياب لم تحسن الإفادة من الرافعة الفرنسية، وتعمل على توظيفها لوقف التدهور الاقتصادي والمالي.
واعتبر أن المحادثات التي أجراها لودريان في بيروت أدت إلى حشر الحكومة التي باتت مكشوفة اقتصادياً وسياسياً، وهي تحاول اليوم أن تمنع وباء “كورونا” من الانتشار بعد أن بدأ يتفشى على نحو يعيد لبنان إلى المربع الأول، وقال إن لودريان وجّه أكثر من تحذير للحكومة التي تتباهى بالإنجازات التي حقّقتها، رغم أنه لم يكن لها من مفاعيل إيجابية تدفع باتجاه السيطرة على الانهيار الاقتصادي.
وأكد الدبلوماسي العربي أن لودريان لم يحمل معه تحذيراً للحكومة بأن الأمور ليس ماشية فحسب، وإنما تحدّث مع معظم من التقاهم بلغة تهديدية على خلفية أنها أهدرت الفرص، ولم تلتفت إلى تحقيق الإصلاحات الإدارية والمالية التي وردت في الوصفة الفرنسية التي من دون التقيُّد بها لا يمكنها الإفادة من مقررات مؤتمر “سيدر” لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته المالية والاقتصادية، وبادرت باريس إلى التذكير بها لبدء التفاوض الجدي مع صندوق النقد الدولي.
ورأى أن التحذير الفرنسي للحكومة يتعارض كلياً مع التبريرات التي تحدّث عنها دياب، واتخذ منها ذريعة لتبرير عدم قيامها بترجمة ما تعهّدت به إلى خطوات ملموسة، وقال إن إصراره على استحضار المؤامرة ما هو إلا محاولة للهروب إلى الأمام، خصوصاً أنه راح يغمز من قناة دولاً عربية على خلفية تلكؤها في مساعدة لبنان، وبالتالي استجابتها لأطراف محلية تطلب منها النأي عن مساعدته.
وقال إن لودريان حشر الحكومة بعد أن تبين له بأنها لم تلتزم بما تعهّدت به لوقف الانهيار، ورأى أن التحذيرات التي أطلقها تنم عن تفهّمه لوجهة نظر الدول العربية التي تحفظت على التواصل مع الحكومة، بسبب عدم التزامها سياسة النأي بالنفس، وإقحامها لبنان في التجاذبات الإقليمية وصولاً إلى انحيازها للمحور الإيراني من خلال نفوذ “حزب الله” في الحكومة بدلاً من تحييده عن الصراعات في المنطقة.
وأكد الدبلوماسي العربي، أن عدم التزام الحكومة بالإصلاحات أدى إلى إحراج الحكومة الفرنسية أمام المجتمع الدولي ومعه عدد من الدول العربية التي كانت أول من ساهم في المشاركة في مؤتمر “سيدر”، لكنها تتحفّظ الآن عن التعامل مع الحكومة، وبالتالي فإنها بدأت تتفهّم الدوافع التي أملت على هذه الدول اتخاذ المواقف التي تميّز بين الحكومة وبين اللبنانيين.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا