لقد تأخرنا كثيرا، نحن الشعب “الرتش”، على أن نفهم على وزراء “التيار الوطني الحر”، الذين تعاقبوا على حقيبة وزارة الطاقة، وهي حقيبة دسمة، وعلى رأسهم رئيس التيار جبران باسيل، عندما قالوا لنا إن الكهرباء ستتأمن ٢٤ على ٢٤، وللأمانة كانوا صادقين في ما قالوا لأنهم قصدوا عن جدّ ومن دون مزاح أنهم سيؤّمنون التيار، أي التيار الكهربائي، ٢٤ دقيقة على ٢٤ ساعة.
الغلط ليس غلطهم لأنهم كانوا واقعيين أكثر من اللزوم، وكانوا إستشرافيين في نظرتهم إلى واقع الكهرباء في لبنان، وكانوا يعرفون ما داموا على رأس هذه الوزارة “الحرزانة” أن الكهرباء لا يمكن أن تتأمن أكثر من ٢٤ دقيقة في اليوم الواحد، مع ألف “تربيح جميلة“.
الخطأ كان خطأونا نحن الشعب اللجوج والطميع والفجعان، الذي لم يفهم على “الطاير” ما قصده وزراء التيار غير الكهربائي، وأعتقدنا عن جهل أن ٢٤ على ٢٤ تعني ٢٤ ساعة على ٢٤ ساعة.
هذه هي مصيبة الشعب المسكين، الذي يمشي وراء زعيمه على العميانة وعلى العتيمة، حتى ولو كان يعرف أن من يمشي وراءه يكذب ويعد ويؤجل ويخلق الاعذار، الواحد تلو الآخر. ومع كل ذلك ننزل إلى صندوقة الإقتراع ونعيد إنتاج الطبقة السياسية ذاتها… “ولو ما شفتو كيف وقف معنا بأجر إبن العمّ!”
كفى إستهبالًا لهذا الشعب الذي صبر وتحمّل كثيرًا، ولا يزال، وهو قرر أن ينتفض في ١٧ اكتوبر في وجه الذين أوصلوه إلى هذه الحالة المزرية، فخُوّن وإتُهم بأنه يقبض من السفارات وأن ثمة جهات خارجية تحرك هؤلاء المنتفضين.
ألا تخجل حكومة ال ٩٧ % إنجازات من نفسها عندما ترى الناس وقد تركوا منازلهم ونزلوا إلى الشارع إحتجاجًا على قطع التيار بهذا الشكل اللامقبول.
هل يُعقل أن يتضامن أصحاب المولدات مع السلطة ضد الشعب ويقرروا إسوة بالدولة التقنين في ساعات التغذية، وقد تناسى هؤلاء أنهم جنوا ثروات من لحم المواطن الحي على مدى سنوات طويلة، وذلك بحجة أن المازوت يتبخّر، وهو قول لوزير الطاقة الحالي ريمون غجر، الذي يدّعي بأنه وزير.
يا أخي خدونا على قد عقلاتنا لأننا نريد أن نسأل هذه الحكومة عن إنجازاتها الفضفاضة، وماذا عن الكهرباء هل هي تقع من ضمن الـ ٣ % التي لم تستطع حكومة ” الإنجازات” تحقيقها.
سؤال يُسأل: ماذا فعل مجلس إدارة شركة كهرباء لبنان منذ أن تمّ تعيين أعضائه حتى هذه اللحظة؟
ما ذنب أهالي بيروت وطرابلس والجنوب والبقاع والجبل، أي كل لبنان، حتى يُفرض عليهم قصاص كهذا القصاص في عزّ الصيف ولهيبه الحارق؟
لماذا تعادي “حكومة الإنجازات” شعبها وتعمل ضده في كل خطوة تخطوها وتسميها إنجازًا؟
هذه هي قصة إبريق كهرباء لبنان التي عمرها من عمر أحدث تيار سياسي على الأراضي اللبنانية.