ومتأثرة بهذه الأوضاع، تشهد سوق الأضاحي تراجعا كبيرا في حركتها التجارية، بسبب ضعف السيولة المالية لدى اللبنانيين، بسبب الجائحة وانهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار.
وأضاف: “كنا نذبح في كل عيد أضحى أكثر من 20 عجلا، بينما هذا العام وحتى الآن ملتزم بعجلين فقط؛ بسبب الأزمات التي نمر بها، كغلاء أسعار المواشي أو بسبب كورونا”.
ولاحظ القائمون على صندوق الزكاة، التابع لدار الفتوى، تراجعا كبيرا في نسبة تقديم الأضاحي، مقارنة بالأعوام السابقة. ولهذا الصندوق نشاط واسع سنويا، حيث يستقبل الأضاحي من متبرعين أو الأموال لشراء الأضاحي، وتقديمها للفقراء.
وقال الشيخ زياد هيفا، مدير مكتب مفتي زحلة والبقاع، للأناضول: “اجتمعنا مؤخرا لبحث هذا الموضوع، واتفقنا على التشجيع على الأضحية فهذه سنّة، ونعمل على تشجيع من لم يتمكن من أداء فريضة الحج هذا العام ليقدم أضحية ويساعد الفقراء والأيتام، لا سيما وأن هناك غلاءً فاحشا”.
وتابع: “الإقبال على تقديم الأضاحي حتى الآن خجول جدا، وإن كان هناك بعض التلاحم في بعض القرى، وهناك من يضحي ثاني أو ثالث أيام العيد”.
وأردف: “كنا نتحدث عن عجلين و5 خراف كأضاحي في هذا العام، بينما العدد سابقا كان يتجاوز 12 عجلا و45 خروفا وأحيانا أكثر.. العدد خجول جدا بالنسبة لمؤسسة تقدم المساعدات لأكثر من 1700 أسرة”.
واستطرد: “كانت تصلنا مساعدات من الخارج، وتوقفت لصعوبة حركة النقل وإغلاق المطارات وصعوبة إدخال البضاعة (ضمن تدابير مواجهة كورونا).. هناك تراجع فعلي بنسبة الأضاحي هذا العام، لكن لا يمكن حسم النسبة المئوية إلا بعد انتهاء العيد”.
في ظل الأوضاع الراهنة، ولمساعدة الفقراء، أطلق صندوق الخير، وهو تابع لدار الفتوى، حملة باسم “أضحيتك حياة”، ضمن مشاريعه الإغاثية، لإيصال لحوم الأضاحي لمستحقيها من عائلات فلسطينية ولبنانية.
وقال المدير التنفيذي لصندوق الخير، حسن فريجة، للأناضول: “هناك تراجعا في كل المشاريع الخيرية في لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية المالية”.
وتابع: “هذه الحملة هي الخامسة على التوالي، ونجد صعوبات بموضوع التبرعات بسبب انهيار الليرة، إضافة إلى أن أموال الناس محتجزة في المصارف (ضمن أزمة السيولة).. هناك مبادرات، لكن التراجع ملحوظ ويلامس 70% عن الأعوام السابقة”.
وأضاف: “أيضا هناك أزمة كورونا التي ألقت بثقالها على البلد.. المؤسسات الخارجية المانحة.. أبلغتنا بالتراجع عن المساعدة هذا العام؛ بسبب ارتفاع الأسعار داخل لبنان، وهذا يزيد من الأزمة، حيث أصبح من الصعب على الفرقاء تحصيل اللحوم”.
فيما قال ناجي البعلبكي، تاجر مواشي، للأناضول: “هناك تراجعا طفيفا هذا العام بالنسبة لبيع المواشي والأضاحي، وهذا يعود إلى إقبال المغتربين على تقديم الأضاحي هذا العام”.
وأضاف: “هناك تراجعا كبيرا في شراء الغنم، حيث أصبح سعر الماشية الواحدة أكثر من 3 ملايين ليرة (1990 دولارا). حتى الآن بعنا 10 عجول”.
وزاد بقوله: “الأسعار مرتفعة جدا، وهذا أثر على حركة البيع، وهذا نلاحظه في عدد من يتشاركون في الأضحية الواحدة، سابقا كان يتشارك شخصان، بينما هذا العام يتشارك أكثر من 6 أشخاص على عجل واحد”.