أغار من كل جريح وجريحة، أغار من كل شخص كان قريباً من الكارثة وتركت في جسده ندبة لا تُمحى، أغار من المهلوعين في غبار العصف، وأغار من المغمى عليهم من الخوف… إنني أغار حتى من الكنبات والكراسي والشبابيك المشلّعة في الجميزة ومار مخايل والأشرفية والمتن وكسروان، أغار من المنازل التي تهدّمت معالمها، ومن المحال والمؤسسات المشوّهة، وأغار من المكاتب التي تبعثرت أوراقها، ومن الأعمدة التي تقطّعت أسلاكها، ومن السيارات المحطّمة، ومن الزفت الذي احتضن دماء الجرحى.
لماذا لم تقتليني يا بيروت مثلي مثل هؤلاء، لماذا لم تشوّهيني أو تجرحيني أو تدمّري جنى عمري وتعب الأيام؟ لماذا لم تقتليني يا بيروت، وتركتني يا قاسية القلب أمشي على ردم معالمك وزجاج واجهاتك المكسّرة؟ لماذا لم تقتليني حتى ترحميني من أن أراكِ هكذا، مكسورة ومجروحة ومغدورة؟ لماذا لم تقتليني يا بيروت وتجعلي موتي أسهل من العيش بين ركامكِ؟ لماذا لم تقتليني يا بيروت وتجعلي من آخر يوم لي في أحضانكِ رقصة في تابوت أبيض يرتفع بين الزغاريد وزخّات الأرزّ والورود؟”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.