الجميع استجاب لنداء الحكومة اللبنانية. الجامعة العربية طالبت أيضاً الدول العربية والمجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية العربية والعالمية بالإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للبنان. لكن مع ذلك، قد تكون الخسائر أكبر بكثير من كل المساعدات المنتظرة. إلا أن المأساة كسرت بعض الحواجز السياسية التي رفعت في وجه حكومة حسان دياب. فبعد وزير الخارجية الفرنسي الذي كان أكبر مسؤول يزور لبنان في عهد الحكومة الحالية، يصل اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لساعات متضامناً. وفيما بدا كأنه طيّ لصفحة التوتر الذي نشأ على خلفية انتقاد دياب لزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اتصل الرئيس الفرنسي برئيس الحكومة متضامناً، فيما اكتفى لودريان بالتواصل مع نظيره شربل وهبة، مشيراً إلى أنه “يعرف لبنان، واللبنانيون في إمكانهم الاعتماد على فرنسا في هذه الأوقات الصعبة”.
الاتصالات التضامنية وصلت من كل حدب وصوب، أبرزها من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي أعلن عن مساعدات ستصل في الأيام المقبلة. كما وردت اتصالات من مسؤولي معظم الدول العربية إلى المسؤولين اللبنانيين. وحدهما السعودية والإمارات حرصتا على عدم التواصل مع دياب، مع تأكيدهما التضامن الكامل مع الشعب اللبناني في مصابه، وأرسلت الإمارات طائرة مساعدات، فيما طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بتحرك دولي فوري لمساعدة لبنان على مواجهة الكارثة المروعة.
المساعدات جزء من أدوات التعافي. لكن الجهد الأكبر مطلوب من الحكومة. تعافي الجرحى وإقفال ملف المفقودين أولوية. التعويض على الناس المشردين من منازلهم أو المتضررين من الانفجار خطوة لا بد أن تنطلق. وقد قرر مجلس الوزراء، المرتبك، أن يتولى الجيش مع الهيئة العليا للإغاثة إجراء مسح فوري وشامل للمناطق المنكوبة والمتضررة، تمهيداً للمباشرة في دفع تعويضات عاجلة إلى المستحقين بحسب الأولويات. وكلّف الهيئة العليا للإغاثة تأمين إيواء العائلات التي لم تعد منازلها صالحة للسكن، والتواصل مع وزارة التربية لفتح المدارس لاستقبال هذه العائلات، ومع وزير السياحة لاستعمال الفنادق لهذه الغاية، أو لأي غاية مرتبطة بعمليات الإغاثة”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.
هذه الدول هبّت لمساعدة لبنان.. والسعودية والإمارات لم تتواصلا مع دياب شخصياً
كتبت صحيفة “الاخبار” تحت عنوان “وحدهما السعودية والإمارات حرصتا على عدم التواصل مع دياب: كسر جزئي للحصار؟”: “لم تنته المأساة. ملف المفقودين والضحايا لم يُقفل بعد، لكن بالتوازي حان وقت إحصاء الأضرار ومواجهة النكبة. الأمر قد يحتاج إلى أشهر، فحجم الدمار هائل، ومسار التعويضات طويل. ولأن التفجير أدى إلى مأساة إنسانية لم يشهدها العالم منذ عقود، ولأن لبنان دولة مفلسة، ولأن العدد الضخم للجرحى أفقد القطاع الصحي قدرته على المواجهة، كان التضامن العالمي استثنائياً. عشرات الدول سارعت إلى تقديم المساعدة. لم يهدأ مطار بيروت أمس. حركة طائرات المساعدات لم تتوقف. وهي، على الأرجح، ستستمر لأسابيع. هذا تحدّ آخر على الحكومة أن تواجهه. تنظيم وصول المساعدات وتوزيعها مهمة دقيقة بدأ الجيش تولّيها. أمس تردّد أن إشكالاً نشب بين الجيش ووزارة الصحة على خلفيّة الجهة التي يفترض أن تتسلم المساعدات الطبية. لكن مصادر الوزارة نفت وقوع ذلك، وقالت إن وزارة الصحة لا تملك أساساً مستودعات، بعد الدمار الذي لحق بالكرنتينا، وبالتالي كان طبيعياً أن يتولى الجيش تسلّم الشحنات ونقلها إلى مستودعاته، على أن يتم لاحقاً التواصل بين الوزارة والجيش لتنسيق آلية توزيع المساعدات.