لبنان بلا عاصمة… هكـذا انقلبت الصورة؟!

6 أغسطس 2020
لبنان بلا عاصمة… هكـذا انقلبت الصورة؟!

كتب جورج شاهين في “الجمهورية”: في أقل من دقائق فقد لبنان مرفأه وإهراءاته وحلّ دمار شامل في مؤسساته ومنشآته في نطاق يزيد على 9 «كلم نار». إنها «بيروتشيما» مصغّرة أحيت في الذاكرة نكبة «هيروشيما» قبل يومين من ذكرى وقوعها الـ 75. فما الذي يعنيه ان تنقلب الصورة 180 درجة ويصبح لبنان بلا عاصمة؟! فبدل من ان يكون لبنان مطالباً بالاصلاح جاءت النكبة لتفتح باب الإعانات الدولية لترميم ما دمّر. فهل سنتقن المهمة؟

 

قبل أن يظهر لبنان اي نية او قدرة على تلبية مطالب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بالإنابة عن المجتمع الدولي ومجموعة الدول والمؤسسات الدولية المانحة وتلك الداعمة للبنان، جاءت النكبة التي حلّت ببيروت ومحيطها لِتعفي المسؤولين اللبنانيين من كافة التزاماتهم وتعهداتهم بعد مرور سنوات على الوعد بالقيام بها، وليتحول لبنان بلداً متسوّلاً الدعم الدولي والعربي على كل المستويات، فهو يحتاج الى الكثير لتكون له عاصمة وليستعيد البلد حياته العادية.

 

 ليس في ما سبق صورة متشائمة بمقدار ما تشكّل تعبيراً عن واقع الحال وما آلَ إليه الوطن الصغير، فكل ما كان ينتظره اللبنانيون والعالم من مسؤوليه أعفتهم النكبة التي حَلّت به من كل ما كان مطلوباً على ضخامته بين لحظة وأخرى. وعلى عكس ما كان قائماً قبل 4 آب استعاد البلد المنكوب صِلاته بالخارج، وفك الحصار الذي كان يطوّق السلطة من كل الجوانب والجهات، وتدفقت الاتصالات على رئيس الجمهورية ومعه مجموعة من المسؤولين من كل عواصم العالم الخليجية منها قبل الغربية، وأعلنت برامج للمساعدات العاجلة الإنسانية والطبية والنفطية من كل انحاء العالم، وهي التي سيتوّجها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارته المرتقبة لبيروت في الساعات المقبلة تضامناً مع لبنان في وقت ظهر انّ البلد يحتاج الى كل شيء وربما احتاج الى رغيف الخبز، بعد فقدان إهراءاته والمستوعبات وكهربائه بعدما دمّرت المؤسسة الأم، وما يحويه المرفأ من مؤن غذائية. كما عمّت الورش لإعادة ما يمكن إعادته في المقرات الرسمية من السرايا الحكومية الى وزارة الخارجية وقصر بعبدا ومعها مجموعة من الوزارات والمؤسسات العامة والمدارس والكنائس والمساجد في وسط بيروت والاحياء السكنية المواجهة للمرفأ الذي تحوّل منطقة مدمّرة في شكل مذهل لم يشهد عليه أحد من قبل.

 

 وبعيداً من التفاصيل، التي تحتمل مزيداً من الأوصاف التي لم يعرفها لبنان قبل النكبة والتقديرات الاولية للأضرار التي يتوقع الخبراء أنها تزيد عن مجموعة من المليارات من الدولارات التي يفتقدها لبنان عدا عمّا يهدد كثيراً من العائلات التي باتت بلا مأوى، تتطلّع الأنظار الى سُبل معالجة الموقف عبر مجموعة من المسؤولين الذين لم يتنبّهوا الى مكامن الخطر والقنابل الموقوتة في اكثر من منطقة من لبنان، وما كانت تحويه عنابر المرفأ خير دليل على هذا. ولذلك طرح السؤال الذي كان مطروحاً منذ اربعة عقود: كيف ستدير الدولة عملية إعادة الإعمار؟ وما هو مصير المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي؟ وما هي النتيجة التي يمكن ان تؤدي اليها المفاوضات الجارية مع مؤسسة «لازارد» لتحديد الخسائر بعدما فاقمت النكبة منها وزادت من حراجة ما يمكن أن يعيشه اللبنانيون دولة ومؤسسات وشعباً في هذه المرحلة بالذات؟

 

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا