أضافت: “هم شهود زور وأصحاب مصالح ضيقة، لذلك ندعو الجميع الى الوقوف إلى جانب الحق ولو بكلمة، والى جانب من يعمل للانقاذ وليس من يريد تدمير كل شيء في محاولة لتدمير تاريخ وفكر ونهج وشخص، وليست مهمة الألقاب فإسم ميشال عون وحده يكفي”.
وختم: “ان مثل هذا الكلام يرتب على أصحابه مسؤوليات قانونية وأخلاقية، وكما وقفنا سابقا مع المحطة في وجه الظلم وقمع الحريات، نقف اليوم أيضا في وجه الظلم الذي تمارسه المحطة إياها هذه المرة مع الكثير من الافتراء وتضليل الرأي العام لمصالح مشبوهة ومكشوفة”.
السيد ميشال عون، واسمح لنا أن نخاطبك من الآن فصاعدا من دون لقب فخامة الرئيس. فالفخامة لا تتناسب وبؤس شعبك ووجعه، كما لا تتناسب وخراب عاصمتنا أمام أعيننا.
إن ما شهدناه أمس وما نشهده اليوم غير مسبوق في تاريخ الجمهورية، وما بعد الرابع من آب 2020 لن يكون أبدا كما قبله. ونحن مقتنعون بأن الظروف المأسوية التي نعيشها جميعا تفرض علينا التخلي عن الشكليات، وأن نتحدث معك من دون قفازات، وهذا ما سنفعله.
فالكلام غير المباشر لم يعد يجدي، والمواربة لم تعد تنفع. لقد أكدت اليوم في بدء جلسة مجلس الوزراء أنك مصمم على السير في التحقيقات لكشف ملابسات ما حصل بأسرع وقت ممكن، وأنك تريد محاسبة المسؤولين والمقصرين وإنزال أقصى العقوبات بهم. الغريب في الأمر أنك تتحدث عن الموضوع بصيغة الغائب المجهول.
أفلا تدري أنك المسؤول الأول في البلاد، وبما أنك كذلك فأنت تتحمل المسؤولية الأولى عما حصل؟ وألا تدري أن تهمة التقصير تطالك قبل سواك، وأن من سقط أمس في بيروت هو نتيجة سقوط مفهوم الدولة في كل لبنان في عهدك؟ لذلك نقول لك يا سيد عون: إستقل فورا. فالكبار الكبار ليس الذين يعرفون كيف يصلون إلى المراكز العليا فحسب، بل الذين يعرفون أيضا كيف ينسحبون من الحياة العامة والمسؤولية عندما يخطئون أو يقصرون.
سيد عون، لقد تفاءلنا كثيرا عند وصولك الى سدة الرئاسة. لقد اعتقدنا عن خطأ ان حكمك سيكرس حقا مفهوم التغيير والاصلاح، وان عهدك سيكون حتما العهد القوي. لكننا نعترف امام الوطن والناس اننا أخطأنا كثيرا بتفاؤلنا، واننا كنا ساذجين باعتقادنا.
أنت لم تحقق، وبعد انقضاء ثلثي عهدك، أمرا واحدا مما وعدت به. الدويلة في عهدك صارت اقوى من الدولة، بل صارت هي الدولة، الزبائنية تحكمت، الفساد استشرى، والمؤسسات انهارت، الليرة اللبنانية اصبحت نكتة على الألسن، والناس ” افتقرت” وجاعت. واسوأ من هذا كله ما حصل امس. فالذين لم يموتوا ببطء من الفقر والجوع والقهر، ماتوا بسرعة قياسية من الزلزال الهائل الذي ضرب قلب لبنان.
والانكى ان مجلس الوزراء اليوم، وبرئاستك، غسل يديك ويديه من النكبة وقرر في خطوة مسرحية مضحكة مبكية، ان يضع في الاقامة الجبرية من أدار التخزين والحراسة في ملف المواد المتفجرة منذ العام 2014. افلا يعني هذا انكم تريدون التضحية بصغار المسؤولين لتبقوا في مراكزكم ايها “الكبار”؟ علما ان الرؤساء وعددا لا بأس به من النواب وعددا من الوزراء هم المسؤولون، أما الصغار فمتواطئون ومنفذون.
سيد عون، ان كل المنظومة الفاسدة التي اتت بك الى الرئاسة لتتقاسم معك المراكز والمنافع قد سقطت منذ فترة، وهي استكملت سقوطها بزلزال بيروت، ومع ذلك ما زلتم جميعا تتكبرون وتتجبرون، وترفضون الاستماع الى صوت الشعب. فيا حرام على الشعب اللبناني، ويا عيب الشوم على هيك رؤسا ووزرا، وعلى هيك مسؤولين لا مسؤولين!!