في هذه اللحظة البالغة الحساسية الحكومية حصل الإنفجار – الكارثة، وبدل ان تتحمل الحكومة والوزراء مسؤولية الاهمال وتحصل الاستقالات، تتعاطى الحكومة اليوم مع الحدث بوصفه فرصة لتعوّم نفسها وتكسر فيه الحصار السياسي الاقليمي والدولي عنها.
اتصالات غربية وعربية كثيرة تلقاها رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب على رأس هذه الاتصالات اتصال وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو بدياب والزيارة الرئاسية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم الى بيروت.
ترى المصادر ان كل هذا الحراك السياسي لا يهدف الى فك الحصار السياسي عن الحكومة، بل هو حراك انساني بغالبيته، في حين ان بعض التحركات الغربية هي تحركات سياسية، اذ ان انفجار المرفأ دفع بالإنهيار الاقتصادي والمالي في لبنان الى مستوى غير مسبوق، هذا المستوى لا يريده احد، حتى الولايات المتحدة الاميركية لم تكن ترغب في الذهاب الى هذا الحد من الانهيار.
وتشير المصادر الى ان الاحداث المتتالية انقذت الحكومة لا شك ومدّت في عمرها، وخلصتها من ازمات متلاحقة، لكن واقعياً هذا “الخرق السياسي لعزلة الحكومة” مقصودا كان ام عفويا، لا يؤدي الى انقاذ البلد.
وترى المصادر ان البلد بحاجة الى مليارات الدولارات، وان هذه المبالغ غير متوفرة لا سياسيا ولا اقتصاديا بسبب ازمة كورونا العالمية، ما يؤكد ان ما يحصل من حراك يهدف الى منع انفجار الازمات الانسانية في لبنان الى حد لن يعود من الممكن احتواؤها، وهذا يعني ان المساعدات الغربية والعربية ستبقى محدودة بما لا يفك الحصار كليا عن لبنان وبما لا يسمح له بالتفكك النهائي وبما لا يسمح للحكومة بالتوجه الفجّ والكامل نحو طلب مساعدات صينية في اعادة بناء المرفأ، خصوصاً ان تسريبات اعلامية قالت ان احدى الشركات الصينية اوحت بأنها مستعدة لاعادة بناء المرفأ.
اذاً نحن امام محاولة تخفيف تبعات الكارثة من قبل بعض الدول الغربية، لكن المشكلة ان الحكومة ترغب في استغلال الامر سياسيا لاطالة عمرها وللتمريك السياسي، في حين انها يجب ان تستغل الفرصة للوصول الى تسويات تساهم في زيادة الدعم الاقتصادي، كي لا نصل الى يوم نقول فيه عاشت الحكومة ومات البلد.