بين المطالبة بتحقيق دولي شفاف لمعرفة حقيقة الاسباب التي ادت الى انفجار المرفأ، تنتهي المدة التي اعطيت للجنة التحقيق اللبنانية الأربعاء، علما ان مصرف لبنان اعلن تجميد حسابات 7 موظفين في مرفأ بيروت، وهم حسن قريطم، وشفيق مرعي، وبدري ضاهر، نايلا الحاج، وميشال نحول، وجورج ضاهر ونعمة البراكس.
التقارير الاولية حيال تفجير العنبر رقم 12 في المرفأ لا تزال بعيدة عن الواقع، لا سيما انها ربطت بأعمال لحام كانت تُجرى في العنبر، وبالحريق الذي نشب في المرفأ قبل دقائق، هذا فضلا عن ان السلطة التي هي علم بوجود هذه المواد في المرفأ تدرك خطورتها ولم تحرك ساكنا، علما ان معايير مكافحة الإرهاب في المنشآت الكيميائية تفرض اخضاع المنشآت التي تخزن أكثر من 900 كيلوغرام من نترات الأمونيوم إلى عمليات تفتيش.
يرفض المتخصص في علوم الجزيئيات الذرية محمد حمية تشبيه الانفجار بقنبلة نووية مصغرة فهذا غير مجدي للعلم؛ فالقنبلة النووية مهما صغرت تنتج اشعاعا وترددات كهرومغناطيسيه… وانفجار بيروت مختلف كليا. فلا اشعاع ولا موجه كهرومغناطيسية، انما كتلة حراريه تتكاثر بجزئيات الثانية ، مما يجعل تعاظم الانفجار أسرع من الفراغ المحيط و يزيد الضغط الحراري لسرعة التسلسل الانفجاري. ودائما ما ينتج التكاثف ذرات المياه مما يؤدي الى تساقط الامطار وهذا ما لم يحصل في بيروت، وبالتالي فإن محاولة البعض العبث في المعرفة جهل يقود للهلاك.
وعليه، يشدد حمية على أنه لا بد من انطلاقة حرارية هائلة في الثواني الاولى للانفجار، وهذه الانطلاقة لا يوفرها البارود؛ مع تأكيده على أن وجود نيترات الامونيوم عامل تسارعي الا انه لا بد من وجود عنصر آخر مثل C4 او الفيول لتسريع الانفجار كون الامونيوم غير مضغوط.
وعليه، فإن القناعة العلمية تشير الى عنصر سيبقى مجهولا للانفجار، ولعل المستقبل سيتيح للشعب اللبناني بعض اسراره،ومن هذا المنطلق يدعو حمية الى عدم التركيز على فرضية واحدة وازالة الاحتمالات الاخرى، فعلى سبيل المثال لو انفجر في وسط بيروت لكانت تردداته أزالت المباني، بيد أن حصول انفجار المرفأ على خط المياه أفقده نصف قوته نحو البحر.
انه نوع جديد للانفجارات، يقول حمية، فقد جرى استخدام طاقه حرارية مركبة في مادة الأمونيوم، وهذا ليس انصهارا للذرة او انشطارا بمعنى أنه ليس قوة ذرية او نووية، انما اقرب للقنبلة الترددية التي تنشأ الاهتزاز المدمر، وهي موجودة في الاتحاد السوفياتي سابقا والولايات المتحدة الاميركية.
لقد تضاربت التصريحات الامنية والسياسية عن اسباب الانفجار في الساعات الاولى وتعددت النظريات التي لم ترق الى عقول المتخصصين في علوم الفيزياء والذرة والنانوتكنولوجيا خاصة وان ما قيل لا تزال يكتنفه الغموض. ومن هنا يشرح حمية مدى دقة ثلاث نظريات جرى التداول بها:
أولا: نظرية البعض حيال عدم انفجار النيترات مع قوة حرارة 200 درجة الا اذا كان مضغوطا، أمر مستبعد كون هذه المادة كانت مخزنة في العنبر رقم 12 بأكياس غير مضغوطة.
ثانيا: النيترات المؤكسد نتيجة تعرضه للفيول ينتج أسيد TCA مع مادة الكلور، وينتج مع مرور الوقت الآزوت مع الكلور المتفجر على درجة حرارة 90 درجة، وبالتالي فإن هذه النظرية تحتاج الى صاعق متفجر أو ويد دخيلة تضيف الفيول الى الحريق.
ثالثا: امداد فتيل مشتعل من الحريق الى مخزن النيترات ، على أن يكون النيترات مضاف الى مادة زيتية سريعة الاحتراق. هذه النظرية تحتاج الى توليد طاقة هائله في الثواني الأولى.
وبالتالي فإنه وبنتيجة هذه النظريات الثلاثة يمكن الاستنتاج بحسب حمية، أنه لا بد من وجود عنصر آخر غير النيترات لتوليد الطاقه الهائلة، هذا العنصر يمكن ان يكون نتيجة وجود عميل داخلي اذا استبعد العامل الخارجي مع احتمال وجوده، رغم أن حمية لا يستبعد انتاج الحريق في البداية لتغطية العنصر المضاف على النيترات. فحتى انفجار النيترات ولو هو الاساس لا يمكن أن يكون منظماً يهيكلية الفطر المعروفة فيزيائيا، وبالتالي فإن العنصر المضاف هو الأساس لاكتشاف ما حصل.
وسط ما تقدم، يعتبر حمية أن ظهور موجة الترددات الدائرية تغذي نظرية الانفجار المنظم، والعنصر الدخيل الذي قد يعني قنبلة شديدة الطاقة، فعلميا، الهيكلية الفطرية التي نتجت جراء انفجار المرفأ مردها الـdenature واختلاط مادة نيترات الامونيوم.
ما حصل في مدينة تولوز فرنسا عام 2001 كان انفجار للنيترات المضغوط في مصنع البتروكيمياء، وهذا الانفجار أخذ ست سنوات لحين اكتشاف جزء من الحادثة آنذاك، بنتيجة وجود صاعق معين. ومن هنا كيف للبنانيين التعويل على نتائج النيترات المخزن بأكياس زراعية دون تصنيع ودون عنصر مضاف أو يد دخيلة.