“لقد أليت على نفسي بان لا اعطي اي تصريح بخصوص ما اشيع خلال الشهرين الفائتين عن قروض ومشاريع صينية في لبنان لكي لا يفسر كلامي كأنه موجه ضد فئة لبنانية او دعما لأخرى ولكني اليوم اسمع بعض الانتقادات لما قدمته جمهورية الصين الشعبية مشكورة كدعم نقدي مليون دولار اميركي بشكل عاجل للمساهمة في علاج الجرحى.
ويهمني ان اصوب بعض الأمور، اذ ان جمهورية الصين الشعبية تلتزم سياسة عدم التدخل بشؤون الاخرين الداخلية وتتعاطى مع الدول على اساس الندية من دولة الى دولة بغض النظر عن الجهات السياسية التي تتولى زمام الحكم فالصين تتجه في علاقاتها مع الدول اعتمادا على مبادئها الوطنية و القومية، و هي تتمسك بمبادئها الداعية لدعم استقلال الدول ، اذ ان الصينيون جربوا الاستعمار وويلاته، وفي لبنان تنطلق في تعاملها من المبادىء الخمسة للتعايش السلمي التي تدعو اليها على قاعدة :
١- الاحترام المتبادل للسيادة .
٢- وحدة الاراضي و عدم الاعتداء على الآخرين .
٣- عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى .
٤- المساواة و المنفعة المتبادلة .
٥- التعايش السلمي بغض النظر عن اختلاف الأنظمة السياسية”.
وذكر ياسين بموقف الصين الثابت والواضح والمتوازي قائلا: “هي مع الجميع ولا تدعم اي جهة لبنانية على حساب جهة اخرى ولا تغلب جهة على جهة، وتتمنى للبنان الأمن والاستقرار وموقفها في لبنان يمثله سعادة السفير الصيني الصديق وانغ كيجيان واي تقديمات او مساهمات تعلن عنها الصين بصفة رسمية عبر اطرها الدبلوماسية”.
ورأى أن سياسة الصين “ثابتة بموقفها المبدأي في ما يخص لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وأيضاَ سبق للسفير وانغ كيجيان صرح به بتغريدته التي قال فيها :
أود أن أقتبس ما قاله فخامة الرئيس شي جين بينغ في مقر جامعة الدول العربية عام 2016: إن الصين لا تقوم بتنصيب الوكلاء في الشرق الأوسط، ولا تنتزع ما يسمى بـ”مجال النفوذ” من أي واحد ولا تنوي “ملء الفراغ”، وفي لبنان نحن مع الجميع”.
بالنسبة إلى التعاون مع إيران، قال: “إن التعاون الطبيعي بين الأطراف المختلفة وإيران في إطار القانون الدولي هو أمر معقول ومشروع تماما ويجب احترامه وحمايته. الجانب الصيني يعارض العقوبات الامريكية الأحادية الجانب على ايران وما يسمى بـ”الولاية القضائية الطويلة الذراع” ويدافع بقوة عن الحقوق والمصالح القانونية والمشروعة للشركات الصينية”.
واضاف ياسين: “انني اؤكد على استعداد الصين الدائم للعب الدور البناء في سبيل استقرار الشرق الأوسط وهي تحث دائما جميع الاطراف الى حل النزاعات عبر الحوار والاطر السلمية انطلاقا من مقررات مجلس الامن ذات الصلة التزاما منها بالشرعية الدولية وسيادة القانون وهذا ما تؤكده دائما الصين في المحافل الدولية واكده معالي عضو مجلس الدولة وزير خارجية الصين وانغ يي في زيارته الاخيرة لجامعة الدول العربية”.
وختم ياسين: “انطلاقا من كل ما ذكرناه فاني ادعو جميع اللبنانين بكل مكوناتهم السياسية والطائفية الى عدم زج الصين في اي نزاعات داخلية او تصويرها مساندة او معادية لاي طرف واتمنى ان يكون التعاطي مع ما تقدمه الصين تعاطي الشكر والامتنان لان ذلك من شيم اللبنانيين و اخلاقهم بغض النظر عن مستوى المساعدة و قيمتها كما و ان واجبي الوطني كلبناني يحتم علّي التقدم بالاعتذار على اي اساءة قد صدرت او ستصدر من اي فرد لبناني تجاه اي جهة تقدم اي مساعدة للبنان و نؤكد ان اي اسائة لا تمثل شيم اللبنانين و لا موقف الشعب اللبناني”.