عراقيل المبادرة الفرنسية.. محلية واقليمية ودولية

12 أغسطس 2020
عراقيل المبادرة الفرنسية.. محلية واقليمية ودولية

من الواضح ان المبادرة الفرنسية اخذت ضجة اعلامية وسياسية كبيرة، خصوصاً انها اتت بسرعة بعد التفجير الذي طال المرفأ وحاولت ايجاد حلول ترضي جميع الاطراف وخففت من هول الكارثة ومن هول تداعياتها، لكن في الواقع لم يستطع الفرنسيون بالرغم من جهودهم الهائلة على كافة المستويات تخطي بعض العراقيل التي تساهم في تعثر المبادرة او المساعي الفرنسية.

اولاً يمكن الحديث عن الدور الداخلي في عرقلة المساعي الفرنسية، اذ انه وبالرغم من التقارب الكبير بين الحراك الشعبي والفرنسيين واستقبال المنتفضين للرئيس ايمانويل ماكرون غير انهم ليسوا من مؤيدي حكومة الوحدة الوطنية التي تؤيدها باريس، وهذا ما يؤدي يوميا الى تحركات شعبية معارضة في الشارع. كما ان هناك قوى سياسية حليفة للفرنسيين تعارض بشدة هذا التوجه وعلى رأسها القوات والكتائب.

ثانيا العامل الاقليمي، حتى اللحظة لا يبدو ان باريس استطاعت اقناع المملكة العربية السعودية بجدوى التسوية مع “حزب الله” او اقله التعايش معه ضمن الصيغ القديمة. اذ ان الرياض حتى اللحظة ليس في وارد القبول او اعطاء الضوء الاخضر للرئيس سعد الحريري بالعودة الى رئاسة حكومة يتمثل فيها “حزب الله”.

تتجه السعودية وبعض دول الخليج المتحالفة معها الى التأكيد على موقفها السابق المعارض لأي تسوية مع “حزب الله” في لبنان وما دام الحزب يملك الاكثرية النيابية لا يجب ان يحظى بأي غطاء من اي شخصية سنية وازنة، وهذا بحد ذاته سيشكل عقبة امام الرغبة الفرنسية.

ثالثا المشاكل الدولية، اذ ان فرنسا تعاني من مشكلتين دوليتين، الاولى مع حليفتها الولايات المتحدة الاميركية، التي اعطت الفرنسيين ضوءًا اخضر للتحرك وبدء مبادرة في لبنان لكنهم لم يوافقوا بعد على ان تقوم فرنسا ذاتها بهذه التسوية، اذ ان واشنطن لم توافق بعد على فكرة حكومة الوحدة الوطنية، وهي معنية اكثر من اي وقت مضى في قضايا اساسية مثل ترسيم الحدود.

اما العرقلة الدولية الثانية فهي عرقلة روسية، اذ ان موسكو، وان لم تتحدث بذلك علنا بعد، غير انها متحسسة جدا من الدور الفرنسي المستجد في لبنان، وترغب في تحجيمه وستسعى الى تقويضه تدريجيا من خلال دعم توجهات “حزب الله” في المحافل الدولية بشكل نسبي.