واذا كان “حزب الله” يتعامل وفق لامبالاة ظاهرة مع المحكمة، وبالتالي مع الحكم، منذ اليوم الاول لقيام المحكمة بطابعها الخاص، ويعتبر انها وجدت لادانته سلفا، وقد اعد مناظرة ودراسات تدحض قانونية تلك المحكمة، واستعان انذاك بالمستشار الحالي لرئيس الجمهورية سليم جريصاتي، فان الانظار تتجه الى لاهاي لاسباب عدة. اولها الكلام الذي سيطلقه الحريري الابن بعد القرار. وعلمت “النهار” انه اعد كلمة للمناسبة، مع فريق عمله، وهو سيوجهها مباشرة بعد صدور الحكم، يتوجه فيها الى المجتمع الدولي، والى الانصار وجمهور رفيق الحريري و”تيار المستقبل”، كما الى اللبنانيين عموما، وستكون كلمة حازمة وحاسمة، لا تخاذل او تهاون فيها، لكنها لا تقود حتما الى خلق فتنة بين اللبنانيين، اذ ان الحريري الابن، وفق قريبين منه، حريص على السلم الاهلي، وخصوصا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان، وبعد الكوارث التي حلت باللبنانيين، واخرها الانفجار الكارثي في المرفأ، والذي يرقى في حجمه الى العملية الارهابية التي اودت بوالده.
ومن المعلوم، اذا لم تحصل اي مفاجآت، ام المحكمة تصدر احكامها في حق افراد وليس مجموعات سياسية واحزاب وانظمة، اي انها ستدين افرادا ينتمون الى “حزب الله” من دون توجيه تهم مباشرة الى الحزب. واما تنفيذ الاحكام فيترك للدول ما لم تطلب مساعدة الانتربول لتوقيف الاشخاص المطلوبين وملاحقتهم. لكنها في حالة لبنان، تصبح عملية مستحيلة بعدما اعلن عن وفاة المدانين المتوقعين.