الغضب يتصاعد ضد ‘حزب الله’.. محللون يحذرون من سيناريو ما بعد انفجار المرفأ

17 أغسطس 2020
الغضب يتصاعد ضد ‘حزب الله’.. محللون يحذرون من سيناريو ما بعد انفجار المرفأ

كتبت صحيفة “القبس” تحت عنوان “الغضب يتصاعد ضد “حزب الله”: “تتزايد يوماً بعد يوم حدة الغضب على حزب الله، ليس من معارضيه فقط، إنما من بيئته الحاضنة، سياسيون وإعلاميون ضمن ما يسمى الثنائي الشيعي بدؤوا يشهرون آراءهم المنتقدة لسياسة الحزب وخطابات السيد حسن نصرالله”. 

وأضافت: “صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن حزب الله يواجه انتقادات علنية جديدة باعتباره عائقاً أمام الإصلاح، ونقلت عن عباس زهري، الناشط الذي قتل شقيقه وأربعة من أفراد عائلته مع حزب الله قوله: “أنا مؤيد بشدة لحزب الله ضد إسرائيل، لكنني أعتقد أنه ارتكب أخطاء بتحالفه مع المسؤولين الفاسدين والتغطية على فسادهم”. 
وقالت الصحيفة إنّ “حزب الله” ـــــ الذي وصف نفسه منذ ولادته بأنه حصن ضد إسرائيل وحامي الشيعة في لبنان ـــــ يواجه انتقادات علنية جديدة، باعتباره عائقا أمام الإصلاح السياسي. ويقول النقاد إن الحزب ساعد في التستّر على الفساد المنهجي، وركّز اهتمامه في الخارج بدلا من التعامل مع الوضع الاقتصادي المتدهور داخليا. 
وتابعت “القبس”: “وركز منتقدون آخرون على تورّط “حزب الله” في الحرب السورية، حيث كان حليفاً أساسيا في جهود إيران لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مهرّب أسلحة كبير قاتل لسنوات في سوريا، واشترى أسلحة لــ “حزب الله”: إنه سئم فقدان أصدقاء ينفذون أهدافا إستراتيجية لإيران ودول أخرى. وقال مهرب السلاح، الذي طلب عدم ذكر اسمه، تجنّبا لإغضاب قيادة الحزب: “نريد أن يقاتل أطفالنا للدفاع عن منازلنا من إسرائيل وليس لخدمة إيران”. 
وأضافت: “لا شك في أن «حزب الله» فقد الكثير من شعبيته داخل لبنان وخارجه في العقدين الأخيرين، لكن تداعيات تفجير بيروت تمثّل تحدياً وجودياً لبنية الحزب وقوته العسكرية والسياسية، وفق محللين، لا سيما بعد الحضور الدولي القوي في لبنان سياسياً وأمنياً وإنسانياً والمطالبة بتحقيق دولي في ملابسات التفجير. 
مجلة نيوز ويك رصدت تداعيات تفجير المرفأ على “حزب الله” بالتحديد، في تقرير بعنوان “الضغط يتزايد على حزب الله”، تناول وضع الحزب داخلياً وخارجياً، ويلخّص نيكولاس بلانفورد الباحث بمعهد أتلانتيك كاونسيل لـ “نيوزويك” الموقف الآن بأن “حزب الله” قبل ربع قرن “كان صغيراً ومُركزاً بالكامل على محاربة الإسرائيليين وكانت سمعته نظيفة لا تشوبها شائبة من ناحية الفساد، لكنه اليوم أصبح قوة عسكرية هائلة تحارب إقليمياً ومنخرطاً كلياً في السياسة، وأصبح جزءاً من النظام، ويعاني من الفساد أيضاً”. 
وبالتالي، أصبح الحزب في موقف المدافع عن نفسه على الساحة اللبنانية، فبالنسبة إلى المحتجّين “حزب الله” جزء أساس من الطبقة الأساسية الفاسدة التي يريدونها أن ترحل. لكن يبقى السؤال: “هل يستسلم حزب الله لدعوات تسليم أسلحته والاقتناع بأن يكون حزباً سياسياً، أم سيهرب للأمام ويتحدّي داخليا وخارجياً؟”.