كوشنير يرسم ملامح الدور الأميركي في لبنان: نعمل مع ماكرون ولترامب شروطه

17 أغسطس 2020
كوشنير يرسم ملامح الدور الأميركي في لبنان: نعمل مع ماكرون ولترامب شروطه

بالتزامن مع جولة الموفد الأميركي ديفيد هيل في لبنان، وبعد يوم واحد من الإعلان عن تطبيع العلاقات بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي بوساطة أميركية، أطلق جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، سلسلة تصريحات يوم السبت قدّم بموجبها فكرة واضحة عن الخطوات الأميركية المرتقبة في لبنان.
وفي حديث مع “CNBC”، اعتبر كوشنير أنّ اللبنانيين بحاجة إلى “قيادة”، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم المساعدة. 
وفي ردّ على سؤال عن استعداد واشنطن للعب دور في لبنان بعدما نجحت في تطبيع العلاقات الإماراتية-الإسرائيلية، وصف كوشنير حصل في لبنان بـ”الوضع المؤسف جداً”، في إشارة إلى انفجار المرفأ، مستدركاً بالقول: “لكن علينا أن نرى كيف كان الوضع في لبنان سابقاً”. 
ولدى سؤاله عما إذا كان الدور الأميركي في لبنان سيتجاوز تقديم المساعدات الإنسانية، قال كوشنير: “ستكون الولايات المتحدة شريكاً للسلام بشكل مؤكد، إذا ما استطاعوا (السياسيون اللبنانيون) أن يكشفوا لنا عن تركيبة عقلانية تشرح كيف أنّهم لن يعمدوا إلى ترقيع الوضع لينتهي بهم الأمر في المطاف نفسه”. 
وفي هذا الصدد، أكد كوشنير أنّ واشنطن تعمل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هذا المستوى، وتنسق معه طوال الوقت، مؤكداً متانة العلاقة بين الطرفيْن. 
عن دور طهران، اعتبر كوشنير أنّ لبنان يمثّل خير مثال على النتيجة التي تريد إيران أن تصل المنطقة إليها، مشيراً إلى أنّها تموّل “الوكالات والميليشات بدلاً من تمويل ما يؤمن حصول الناس على تعليم أفضل وحياة أفضل وفرص عمل أفضل”. 
وتابع كوشنير قائلاً إنّ إيران تريد انعدام الاستقرار، معتبراً أنّها تستخدم “المسألة الفلسطينية ومسألة المسجد (المسجد الأقصى) لتقسيم المنطقة بدلاً من جمع الناس. ووصف كوشنير الشعب الإيراني بأنّه رائع، لافتاً إلى أنّ “القيادة الإيرانية تركز أكثر على التدمير (..) بدلاً من تحسين الوضع في المنطقة”. 

وفي هذا الإطار، فصّل كوشنير ملامح الدور الأميركي، مبيناً أنّه واشنطن “ستلعب دور القائد بطرق مختلفة”. وقال كوشنير: “لن تقوم بتغيير النظام ولن نخبر الناس كيفية إدارة بلدهم”، مضيفاً أنّ “بلاده ستكون شريكة للزعماء المسؤولين الذين يريدون التوصل إلى وضع خطة عقلانية”. وتحدّث كوشنير عن إمكانية واشنطن توفير رأس مال وإرشاد المسؤولين والمساعدة على بناء المؤسسات “لكن عليهم (المسؤولون) أن يبدو رغبة في القيام بذلك، فلا يمكننا القيام بذلك بالنيابة عنهم”. 

في ما يتعلق بلبنان، أكّد كوشنير أنّ ترامب يتابع التطورات عن كثب، قائلاً: “ويسعدنا أن نرى منطقة أكثر سلاماً ونحن مستعدون بالعمل هناك كما فعلنا في أماكن أخرى، ولكن مجدداً لن يبرم الرئيس اتفاقاً من أجل إبرام اتفاق، ولن يقوم بفعل غبي ولن يقدم على خطوة من شأنها الترقيع فحسب، إنّه رئيس لا يؤمن بالحلول الوسط، فإمّا تحل الأمور أو لا تحل”.
وقبل نحو أسبوعين من وصول مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى لبنان، أكّد كوشنير أنّ ترامب لن يتدخل مباشرةً بالمشهد السياسي اللبناني، إذ اعتبر القرارات التي اتخذتها الإدارات الأميركية السابقة في ما يختص بلبنان كانت خاطئة. وعلّق كوشنير بالقول: “وهذا سبب الوضع الذي وصلنا إليه اليوم”. وأوضح كوشنير أنّ ترامب مستعد للعب دور في لبنان و”لكنه سيقوم بخطوات عقلانية من شأنها حل المشكلة”، مضيفاً أنّه “لن يكون ساذجاً” و”لن يحل المشكلة بالمال” و”لن يسمح بزعزعة الاستقرار وهو ما تعمل عليه إيران”، فـ”لا يصب ذلك في مصلحة اللبنانيين ولا في مصلحة المنطقة”.
وخلال جولته على المسؤولين في لبنان، أعرب هيل عن استعداد الإدارة الأميركية “لدعم حكومة لبنانية تعمل على تغيير حقيقي في البلاد”، قائلاً: “لا يمكننا أن نقبل بوعود فارغة بعد اليوم.. واشنطن مستعدة لدعم حكومة تقوم بتغيير حقيقي وتستجيب للناس”. وشدّد هيل على “أهمية تحقيق الإصلاحات في البلاد والمضي في مكافحة الفساد”، معتبراً أن “ذلك يفتح الباب أمام تحرير أموال مؤتمر “سيدر” والتعاون مع صندوق النقد الدولي لأن ذلك ما يحتاجه لبنان حالياً”.
وأكّد هيل “وقوف الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب لبنان واللبنانيين في المحنة التي يواجهونها”، لافتاً إلى أنّ “توجيهات الرئيس الأميركي هي أن تكون الولايات المتحدة حاضرة للمساعدة”.