‘لعبة البوكر’.. 3 سيناريوهات لمستقبل لبنان ستدفع إسرائيل لسياسيات دفاعية ‘حاسمة’

17 أغسطس 2020
‘لعبة البوكر’.. 3 سيناريوهات لمستقبل لبنان ستدفع إسرائيل لسياسيات دفاعية ‘حاسمة’

ثلاثة سيناريوهات قد تحكم مستقبل لبنان، خاصة بعد انفجار بيروت الأخير، بحسب ما يتوقع معهد هرتسليا الإسرائيلي الدولي لمكافحة الإرهاب “IDC”.

وقال مدير المعهد، لبوعز غانور، لصحيفة جيروزاليم بوست إن مستقبل لبنان سيجعل إسرائيل تتخذ سياسيات دفاعية، وصفها بـ”الحاسمة”.

وتوصل المعهد لهذه السيناريوهات اعتمادا على محاكاة للواقع اللبناني، والتطورات التي تتوالى منذ نيسان الماضي، والتي شارك فيها العديد من الخبراء، في تفاعل كان أشبه بـ”لعبة البوكر”، حيث كان هناك تحركات وآخرى مضادة لها.

السيناريو الأول
إعلان الرئيس اللبناني ميشال عون حكومة طوارئ للتعامل مع “الأزمة الصحية والاقتصادية” المزدوجة التي يطرحها فيروس كورونا، ويجبر وكيل إيران في البلاد “حزب الله” إلى اتخاذ قرارات استراتيجية تتعلق إما بالانسحاب التكتيكي أو استخدام السلاح.

السيناريو الثاني
“يكمل حزب الله سيطرة عسكرية على الحكومة اللبنانية، بحكم الأمر الواقع”، وهذا ما كان قد ألمح له الأمين العام للحزب حسن نصر الله عندما قال “إنهم وحدهم، بمساعدة إيران، يمكنهم إنقاذ الأمة”.

السيناريو الثالث
يتصور السيناريو الأخير عدم وجود مجموعة أو زعيم قادر على قيادة البلاد خلال الأزمة، وينحدر المجتمع اللبناني إلى فوضى كاملة، تذكرنا بالحرب الأهلية عام 1976.

ويرى غانور أن إسرائيل عليها أن تتحضر لجميع هذه السيناريوهات، والتي يمكن أن تصبح حقيقة.

ولا تزال لبنان تلملم جراحها بعد الانفجار الضخم في الرابع من آب في مرفأ بيروت وأسفر عن استشهاد 177 شخصا وإصابة أكثر من 6500 آخرين.

وفاقمت الكارثة التي حصلت الغضب الشعبي ضد الطبقة السياسية برمتها المتهمة بالفساد والإهمال والاستخفاف بحياة المواطنين، بعدما تبين وجود كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم في المرفأ منذ سنوات.

ويطالب مئات آلاف اللبنانيين منذ أشهر برحيل الطبقة السياسية من دون استثناء، وبينهم الرئيس اللبناني، فيما قدمت الحكومة اللبنانية استقالتها، وهي لا تزال تسير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.

ويظهر التاريخ أن تشكيل الحكومات في لبنان ليس بالأمر البسيط في ظل تعقيدات التركيبة الاجتماعية الطائفية والمذهبية، وتجاذبات بين قوى خارجية داعمة للقوى السياسية، على رأسها إيران وسوريا والسعودية والغرب.

ويرفض الرئيس عون ترك الحكم، وصرح مؤخرا، أن “هذا أمر مستحيل لأنه يخلق فراغا”، لكنه أقر بضرورة تغيير النظام. وقال: “نحن أمام تغييرات وإعادة رؤية نظامنا القائم على التراضي بعد أن تبين أنه مشلول ولا يمكن اتخاذ قرارات يمكن تنفيذها بسرعة”.

أما نصر الله، فيرى أن “أي حراك سياسي يجب أن يكون له سقف هو منع سقوط الدولة ومنع سقوط مؤسسات الدولة ومنع حصول حرب أهلية في لبنان”، بحسب تصريحات أطلقها الأسبوع الماضي. حيث يسعى من وراء ذلك إلى الاحتفاظ بالمنافع التي يجنيها من السيطرة على مرافق الدولة، وهو ما يثير غضب اللبنانيين تجاه الحزب وسياساته.

ويبدي محللون وناشطون وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس، خشيتهم من أن تجد القوى السياسية التقليدية في الدعم الدولي الذي يحظى به لبنان منذ الانفجار فرصة لـ”إعادة تعويم” نفسها، ما قد يثير غضب الشارع الناقم على الطبقة السياسية التي يتهمها بالفساد ويحملها مسؤولية الازمات المتلاحقة التي تعصف بلبنان.