وتقول صاحبة العمل الفني المؤثر، اللبنانية فاطمة ضيا، لموقع CNN بالعربية، إن الهدف الأساسي وراء إقدامها على رسم لوحة “الملائكة الصاعدة” كان بمثابة نوع من أنواع التعبير عن المشاعر التي انتابتها جرّاء هذا الحادث الأليم.
وتتذكر لحظة وقوع الانفجار “المرعب” قائلة: “كنت موجودة في منزلي، وهو بعيد نسبياً عن منطقة وسط بيروت، ولكنني بالرغم من ذلك شعرت بعصف الانفجار”، مضيفةً أنه من دوي الانفجار علمت على الفور أنه “ليس كأي انفجار عادي”.
وكان أول ما خطر في بالها هو الاطمئنان على عائلتها، وبالأخص شقيقتها، التي كانت متواجدة حينها في عملها وسط بيروت، في مكان قريب من موقع الانفجار، وتابعت :”بدأنا نرى المشاهد الأولية المؤلمة على شاشات التلفاز وكانت بالفعل صدمة كبيرة وغير متوقعة على الإطلاق!”.
وعمدت فاطمة ضيا إلى توثيق مراحل عملها الفني من خلال التصوير المتقطّع، والذي يترجم الحالة النفسية التي كانت تنتابها حينها.
وأرادت أن تجسد هذا الحادث الأليم، بينما لم يغب عن بالها صورة بيروت قبل الفاجعة، بيروت الصاخبة، التي لا تهدأ ولا تنام، بيروت الجمال التي تعجّ بالحياة ليلاً نهاراً، ليأتي بعدها هذا الحدث الأليم، وصورة الدخان، والنار، والدمار وصولاً في النهاية إلى صورة صعود الملائكة إلى السماء، والتي تمثل الأرواح الطاهرة التي كانت ضحية للتقصير والإهمال، بحسب ما ذكرته.
وقد لاقى مقطع تصوير اللوحة إعجاباً كبيراً وانتشاراً على نطاق واسع تخطى أرض لبنان ليصل إلى دول العالم، وهو ما لم تتوقعه الفنانة اللبنانية، وفقاً لما ذكرته.
ولعل العامل الأقوى الذي أضاف للوحة، هي كلمات أغنية فيروز الشهيرة “لبيروت”، من أداء اللبنانية عبير نعمة، وتشرح فاطمة ضيا سر اختيارها للأغنية إذ أحسّت أن “كلمات الأغنية كانت تترجم ما يدور في رأسها من مشاعر وأفكار”.
وسيكون موعد المزاد، في 30 آب الجاري منتصف الليل (بتوقيت بيروت)، ووصلت المزايدة على اللوحة إلى مبلغ 43 ألف دولار حتى الآن، وستتبرع فاطمة ضيا بنسبة 100% من المبلغ للأشخاص الذين فقدوا منازلهم وتأثروا بهذه المأساة، خاصةً أولئك الذين لديهم موارد محدودة.