وتابع: “نحن مرتاحون لما حصل”، لافتاً إلى ان “سليم عيّاش المتهم فاعل في حزب الله. ومن الواضح أن كل التهم التي وجّهت اليه مثبتة ولم يبرّأ منها وكانت المحكمة صارمة في هذا الاطار”.
وأضاف: “ما فوجئنا به هو موضوع الادلة غير المباشرة، فالمحكمة كانت صارمة حول الموضوع”، متابعا: “بعد اجتماع البريستول الثالث، كان والدي مصمما على السير بمعارضة القوات السورية والعمل لخروجها، وكانت قناعته وحلمه في حينها أن يتحوّل لبنان الى أمّة، وأن تسلّم الميليشيات سلاحها وعمليا هناك ميليشيا واحدة هي حزب الله، وكان يسعى للأمر قبل اغتياله”.
وردّا على سؤال حول ما إذا كان قد سمع في الماضي من والده الشهيد أي حديث عن تهديدات يتلقاها، قال: “في احدى المرّات كان كلامه لي جدّا مفاجئا، اذ قال في حينها إنه “حتّى لو تم اغتياله لمعارضته وجود القوات السورية في لبنان، كان به”. وتابع: “كلنا مؤمنون برب العالمين. وأبي كان مؤمنا. ولم يكن لديه مشكلة بهذه التضحية الكبرى”.
وروى انه “في احدى المرّات، قبل الاغتيال، قال والدي في نهاية أحد كلمته يوم رفض التكليف برئاسة الحكومة “استودعكم الله”، فهرعت الى قريطم وسألته لماذا استخدمت هذا التعبير، فأجابني: “الهامي أن أقولها يا بني”، فعدت وسألته ان كان هناك من خطر فعلي، فكان جوابه أنه جاهز بالرغم من الخطر”.
وردا على سؤال عن مصدر التهديد، اعتبر أن “الوقائع غير المباشرة التي ذكرتها المحكمة الدولية، تشير أنه بين اجتماعه مع وليد المعلم واجتماع البريستول، كان الوضع السياسي جدا متشنج وكان والدي قد حسم امره بالمطالبة بخروج القوات السورية وتسليم الميليشيات سلاحها ولم يكن هناك ميليشيا غير حزب الله”.
وعن والده، قال: “كان مقتنعا أن الكرسي لا تدوم لأحد، وكان لا يحبّ النوم في السراي وينام دائما في قريطم، وكان يعتبر أن عليه أن يوصل البلد الى برّ الامان تبعا لاتفاق الطائف ويتقاعد وهذا كان مخططه”.
واعتبر الحريري أنه “في الـ2005 كان الشعب اللبناني جاهزا لايصال لبنان الى برّ الأمان، والشعب اللبناني اليوم أكثر من جاهز”.
وقال: “لم أر يوما الشعب اللبناني موحدا هكذا كما هو اليوم، وبحالة طلاق مع هذه المنظومة اي حزب الله وزعماء الحرب”.
واضاف: “زعماء الحرب لا يبنون أمما”.
وطالب الحريري بتشكيل حكومة مستقلة مدعومة، قائلا: “نتواصل مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي واهنئه بالمسودة التي صدرت حول الحياد”، قائلا: “نحن نساند موضوع الحياد كليا ونحن على تواصل وتنسيق مع البطريرك”.
وأضاف: “أرى أن علينا أن نكون يدا واحدا للدفع باتجاه حكومة مستقلة مكوّنة من وزراء يعرفون أن الأولوية هي لاستئصال المنظومة من القطاع العام ولاستقلالية القضاء ومكافحة الفساد”.
وردا على سؤال حول امكانية استثماره في لبنان، قال: “نحن في السابق استثمرنا في لبنان، ونحن مؤمنون بقدرة اللبنانيين، وكما تمكنا بعد الحرب الاهلية من الخروج من الدمار الشامل، علينا أن نتفق على الطلاق الشامل مع المنظومة اليوم، ونبني منظومة الوطن اليوم”.
ورأى الحريري أن توظيف الناس وتأمين الوظائف أمر أساسي ليضمن لقمة العيش، وتابع: “بقدراتي، وعلى قدر ما استطيع، سأسعى لتأمين وظائف للبنانيين في القطاع الخاص”، مشيرا الى أن القطاع العام أمر لا يتدخل به ولم يتدخّل به رفيق الحريري يوما، رافضا بشكل كلّي مبدأ المحاصصة.
وقال: “إن تمكنت اليوم من النزول الى لبنان لن أتردد، وحين أحصل على تطمينات أمنية، اتمنى تربية أولادي في لبنان”، مضيفا: “تربيت لدى “الفرير” وعلاقتنا مع المسيحيين ليست موضوع مصلحة، والاعتدال لدينا أساسي، ولا حقد لنا على أحد”.