هل من ‘فخ’ نُصب في حكم المحكمة؟

20 أغسطس 2020
هل من ‘فخ’ نُصب في حكم المحكمة؟

كتب جورج شاهين في “الجمهورية”: سال وسيسيل الحبر في مضمون الحكم الذي اصدرته المحكمة الخاصة. واياً كانت ردّات الفعل الفورية، فإنّها لن تنزع كونه نقلة نوعية من مكان الى آخر. فما هو مُنتظر في المراحل الإجبارية التي تليه، سيبقي الملف مفتوحاً في انتظار ما سيقود اليه أداء الحكم وحزب الله تجاه ما صدر، والتجاوب مع ما هو آتٍ. وعليه، هل هناك من فخ نُصب في القرار؟ وما الذي يشير اليه؟

 

كان من الطبيعي ان يتجدّد الانقسام بين اللبنانيين إزاء حكم المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولو لم يحصل ذلك لكان الامر غير طبيعي. ففي ردّات الفعل ما يكفي مما يمكن التوقف عنده، وخصوصاً انّ من راهنوا على تسييس المحكمة كانوا ينتظرون حكماً اكثر قساوة على المتهمين ومن وراءهم، من احزاب وربما دولة، مما توصلت اليه غرفة الدرجة الاولى، فيما كان المقتنعون بها ويراهنون على مهمتها، يتوقعون حكماً اوضح بكثير واكثر قساوة وتجريماً للمتهمين بمنفذ «جريمة العصر»، بعدما استُبعد ان يكون هناك سرّ إضافي يمكن الإشارة اليه، كان قد أُخفي عند صدور القرار الظني، لحماية مسار التحقيقات الجارية وشهود المحكمة الذين تحوّلت اسماؤهم «ارقاماً»، والذين يتمتعون بالحماية الخاصة، كما يقول بها قانون المحكمة والقوانين التي تحكم مهمتها.

 

على هذه الخلفيات، سقط رهان من اتهموا المحكمة بالتسييس، وأنّها اميركية الهوى والأداء، واحتفلت البيئة الحاضنة لهذه الجماعة بالمفرقعات النارية، وبموجة من الحملات التي خاضتها الجيوش الالكترونية على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي. كما سقط رهان المتحمسين لاتهام اقسى وأكثر دوياً، يغيّر في المقاييس التي حكمت الجريمة منذ وقوعها الى اليوم. وهو امر مبرر – بحسب رجال القانون الذين واكبوا المحكمة – لأنّه ينسحب على تمنيات الطرفين وتوقعاتهما في آن. فلم ينتظر اللبنانيون 11 عاماً على تشكيل المحكمة و15 اخرى على ارتكاب الجريمة، ليتبيّن انّ الشكوك في تصرفات المتهمين الخمسة وغيرهم كانت اكثر بكثير من الإثباتات، وانّ الجريمة قد تكون فردية، بعدما أُدين سليم عياش بمفرده من دون الاربعة المتبقين.

 

بالتأكيد، ليست المحكمة برئيسها وقضاتها هم المسؤولون، وهي التي اعتمدت نظاماً خاصاً بها لا سابق له في المحاكم الدولية، تحت شعار البحث عن الحقيقة وقطع الطريق على اي تدخّل سياسي في عملها، عندما تمّ الدمج بين القوانين الدولية واللبنانية، وتشكيل المحكمة من قضاة لبنانيين واجانب، رغم انّ كثيراً من اللبنانيين لم يصدّق اهمية هذه الخطوة وحجم تأثيرها، قبل التثبت مما آل اليه الحكم في محكمة الدرجة الأولى.

 

ولذلك، يقول احد الخبراء القانونيين، انّه كان على اللبنانيين من مختلف الفئات الهازئة والمرحّبة والمتردّدة في آن، ان يصدّقوا انّ المحكمة لا تراهن سوى على ما يثبت من الإتهامات بشكل لا يرقى اليه الشك. فالقانون الدولي الذي اعتمدته المحكمة لا يسمح بالتمادي في تشبيه الأدوار وتقديرها ما لم يثبت الجرم، وهو ما قاد الى تبرئة عدد من المتهمين. واعطى مثلاً على ذلك، عندما برأت المحكمة التي نظرت في قضية مقتل الاميرة ديانا وعشيقها دودي الفايد مصوري «الباباراتزي»، الذين اتُهموا بالمساهمة في الجريمة لمجرد انّهم كانوا «يطاردونها» من الفندق حيث كانت، في اتجاه أنفاق باريس حيث وقع الحادث، بتكليف من «دولة بريطانيا» بهدف «الحماية» قبل «المراقبة»، وأُطلق سراحهم في اليوم التالي.

 

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا