لا ماكرون ولا وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل سمّيا أحداً لرئاسة الحكومة العتيدة، يقول المطلعون على الموقفين الاميركي والفرنسي. فالرئيس الفرنسي دعا امام المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية والحزبية الذين التقاهم، الى “العمل بوحدة وطنية”، أي بحكومة يتشارك فيها الجميع، ولم يرشّح لرئاستها اي اسم، لا الرئيس سعد الحريري ولا غيره، خلافاً لكل ما قيل في هذا الصدد. ولفت الى ان لا تكون لأي فريق سياسي سيشارك فيها اي “هيمنة” عليها، ملمّحاً مداورة في هذا المجال الى “حزب الله” وحلفائه، وقيل انّ ماكرون صارح بهذا الامر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” خلال خلوتهما “على الواقف” اثر اجتماع “قصر الصنوبر” الشهير.
أما هيل، فتحدث ايضاً عن هذا الامر مع الذين التقاهم ولو بلغة مختلفة، هو لم يحدّد اي اسم لرئاسة الحكومة ولم يسمّها “حكومة وحدة وطنية” وانما حكومة يشارك فيها الجميع، شرط الّا يكون لأي فريق فيها هيمنة عليها (وطبعاً كان يقصد “حزب الله” وحلفاءه). وفي العادة، يقول المطلعون على الموقف الاميركي، لا يرشح الاميركيون اي اسم لرئاسة الحكومة، انما يضعون خطوطاً حمر على اسماء لا يؤيّدون اختيارها. وعلى الأرجح أنّه قال للذين التقاهم، لا تأتوا الى رئاسة الحكومة بشخصية مثل رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، الذي لم يؤيّدوا اختياره في الاساس، مثلما لم يؤيّدوا حكومته. وقد نادى هيل بـ”حكومة قوية” يساندها الجميع وتكون متوازنة ولا يكون “حزب الله” هو “المهيمن” فيها.
ويعتقد المطلعون على التحرّك الفرنسي – الاميركي في اتجاه لبنان، انّ زيارة هيل الاخيرة للبنان كانت تعبيراً عن دخول اميركي مباشر على خط الازمة إثر انفجار مرفأ بيروت، بعدما كانت واشنطن تتحرّك من خلال باريس في هذا المضمار، نظراً لانشغالها بالانتخابات الرئاسية المقرّرة في تشرين الثاني المقبل.
ولم يكتفِ الفرنسيون بهذا الامر، ولذلك، ومنذ مغادرة ماكرون بيروت واعداً بعودته اليها مطلع الشهر المقبل، يمارسون ضغوطاً مختلفة، طامحين بولادة الحكومة الجديدة بعد زيارة شينكر المرتقبة وقبل الاحتفال بمئوية “دولة لبنان الكبير” التي سيشارك الرئيس الفرنسي فيها شخصياً.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.