وفي كلمة وجهها بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة وذكرى عاشوراء، شدد على “وجوب المساءلة لمعرفة من أوصل البلاد الى هذا الانهيار المخيف والخطير”، وأكد على ضرورة “محاسبة كل متورط في تفجير مرفأ بيروت”.
وجاء في كلمة عسيران: “في كل يوم يطالعنا الأميركي بأمر يجود من خلاله على اسرائيل من جيب العرب وأرضهم ومصالحهم. بالأمس القريب كانت صفقة القرن، وبالحقيقة هي صفقة تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، هذه الصفقة التي تهدف لإلغاء حق العودة وضم الضفة الى دولة الاحتلال وتوطين الشعب الفلسطيني حيث هو، هذه الصفقة المشؤومة ما كانت لتوجد أو يجرؤ الاسرائيلي وراعيه الأميركي على الإعداد لها لولا التخاذل والتهاون العربي المستمر منذ نكبة 1948. وهذا اعلان القدس عاصمة للدولة الصهيونية لم يواجه بالتصدي والفعل الرادع لإسرائيل وامريكا والدول الداعمة لها، لا بل كانت هذه الاجراءات مقدمة لما اعلنت عنه دولة الإمارات وغيرها من العمالة والتعامل مع العدو الصهيوني. هذه الأمور وغيرها لا يمكن ان نواجهها الا بالوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، لأن الوحدة الوطنية هي المدماك الأساس في المواجهة لما تمثله فلسطين للمسلمين والمسيحيين على السواء”.
وأضاف: “ان ما حصل في بيروت من تفجير، أضر بكل لبنان، وبجميع اللبنانيين. ولا بد ان اليد العابثة هي يد اسرائيلية، او متعاونة مع اسرائيل، من اجل إفساد لبنان وإرهاقه بأعباء ثقيلة، ليكون في عداد الدول المتسولة ليرضى بالهوان والتوطين والمصالحة. لكننا نقول ان الشعب اللبناني شعب قوي يضمد جراحه ويتجاوز ازماته ويبقى ضمن لبنان الواحد لإعادة اعماره، رافضا كل التجاذبات الخارجية من توطين وغيره. واننا ندعو جميع اللبنانيين لتعزيز التعاون والترفع عن الانقسامات لصون المصلحة الوطنية لمواجهة الأخطار الداهمة”.
وتابع: “تمر البلاد بأزمة اقتصادية واجتماعية ووباء كبير وما ينجم عن هذا من اضطرابات تعم البلاد، ومن تدهور المال العام، لذلك يجب المحاسبة والمساءلة من قبل الأجهزة الرقابية والقضائية لمعرفة من أوصل البلاد الى هذا الانهيار المخيف والخطير. نشكر الله ان ما حصل لم يهدد السلم الأهلي والاستقرار، مع إصرارنا على محاسبة كل متورط في هذا التفجير العاصف الذي أسقط الكثير من الضحايا وأحدث دمارا كبيرا كاد ان يؤدي الى فتنة عمياء”.
وقال: “يبقى لبنان بلد العيش المشترك والسلم الأهلي والوحدة الوطنية والمحبة، وخاصة اننا على ابواب السنة الهجرية المباركة لأن الهجرة لخاتم الأنبياء الى يثرب لم تكن الا طلبا للحرية وللسلم والسلام الروحي، فسلمنا الأهلي مطلوب منا في ذكرى الهجرة النبوية المباركة، هذه الهجرة التي عم العالم نفعها تقترن بتضحية سيد الشهداء الحسين بن علي الذي ضحى بالغالي والنفيس، ضحى بكل شيء من اجل اعلاء كلمة الحق ليعيش الإنسان بالحرية، ليعيش الانسان بسلام”.
وختم عسيران: “ندعو الى إقامة مجالس عاشوراء، لكن علينا ان نحترس من الوباء، وعلينا ان نأخذ الإجراءات الاحترازية كافة، ليبقى الوباء بعيدا. نرجو الله تبارك وتعالى ان يرفع البلاء والوباء عن جميع اللبنايين وعن جميع البلاد ببركة مجالس عاشوراء، فإن الدعاء يدفع البلاء، فكيف اذا كان الدعاء في ذكرى عظيمة، ذكرى الحسين عليه السلام. كل عام وانتم بخير”.