أضاف: “من الأحداث ما يتجاوزه التاريخ، ومنها من يمر عليه مرور الكرام ومنها ما يقف عنده ويسجله ولا يستطيع إهماله مهما كانت العوامل المضادة قوية وضاغطة لما له من أثر عابر للزمان والمكان، إذ يعالج قضايا مرتبطة بالوجود الإنساني ومرافقة له كالعدالة الاجتماعية والظلم والحرية والمخاوف الإنسانية ومشاعرها وآمالها وما شاكل ذلك، بحيث أن هذه القضايا هي الأسباب المؤثرة والدافعة للتحولات الاجتماعية والحركة للتاريخ الإنساني وتفاعلاته كانت محور كل الدراسات والتحليلات التي حاولت درسها وفهمها، والنظريات التي حاولت إيجاد الحلول لمشاكلها، لذلك من الطبيعي أن يكون لعاشوراء وللثورة الحسينية هذا الحضور وهذه الاستمرارية في حياتنا الفكرية والاجتماعية والعاطفية، سواء من ناحية انتمائها للحسين وما يمثله الحسين في وجداننا وفكرنا وديننا، أو للقضايا التي عالجتها ثورته وارتباط هذه القضايا بكرامة الإنسان والعدالة الاجتماعية ومواجهة الظلم والتسلط والعدوان، وقضايا الحرية المتلازمة مع إنسانية الإنسان. ولأن هذه القضايا في معرض الانتهاك دائما وفي محل التجاوز التي تقوم بها جماعات أو أفراد أو سلطات كانت مجالا للصراع والمواجهة، وجدت هذه القضايا من ينبري لمناصرتها والدفاع عنها ومن يضع الطريق والوسيلة الصحيحة للخلاص الذي ينهي هذه المأساة ويحقق للبشرية الأمن والسلام، لذلك كانت ثورة الإمام الحسين التي عالجت القضايا الإنسانية الكبرى وقضايا الأمة الكبرى التي احتاجت الى التصويب والتصحيح بعد الانحراف الذي اعتراها على مستوى المفاهيم أو على مستوى الرؤى والأهداف”.
وقال: “أيها الإخوة الحسينيون والأخوات الزينبيات، جاءت المناسبة هذا العام في أجواء مؤسفة، إذ تعرض بلدنا العزيز والعالم لانتشار جائحة كورونا بشكل واسع، مهددا السلامة العامة مما فرض علينا أن نقيمها ضمن شروط محدودة نحفظ فيها إقامة هذه المناسبة بشكل يؤدي المطلوب ولو بحده الأدنى من ناحية، ونحافظ فيها على السلامة العامة ونحد فيها من انتشار هذه الجائحة بين اخواننا المؤمنين، وإننا إذ نسأل الله تعالى ان يوفق السلطات العامة المسؤولة في القيام بواجبها في هذا المجال ونستطيع الخلاص من هذا الوباء سريعا بشفاعة رسول الله وآله الطاهرين وبشفاعة سيد الشهداء، أن نوفق في الأعوام المقبلة من إحياء هذه المناسبة بما يليق بها وفي أجواء أفضل على كل الصعد الصحية والاقتصادية، ومن استقرار سياسي داخلي يسمح للشعب بأن يعيش حياته كريمة وعزيزة”.
وختم: “أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب ابي عبدالله الحسين، وتقبل الله أعمالكم”.
تلا الخطيب الحسيني السيد جعفر الموسوي المشعشعي مجلس العزاء الحسيني، وعرف بالمناسبة الشيخ علي الغول. وتلا الشيخ موسى الغول زيارة الامام الحسين.
من جهة أخرى، يعتذر المجلس عن عدم استقبال “محبي ابي عبد الله الحسن نظرا إلى الظروف الصحية الصعبة، جراء تفشي جائحة كورونا”.