سأم فرنسي وأميركي من التمييز بين لبنان وحزب الله

زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لبنان لم تعد مؤكدة

23 أغسطس 2020
سأم فرنسي وأميركي من التمييز بين لبنان وحزب الله
منير الربيع
منير الربيع
لم تحظَ زيارة وزير السياحة وشؤون الفرنسيين في الخارج جان باتيست لوموان، لبنان الجمعة 21 آب الجاري، بالاهتمام اللبناني الواضح، مقارنة بزيارات الديبلوماسيين الذين توافدوا على بيروت بعد انفجار المرفأ.

زيارة ماكرون لم تعد مؤكدة
وحتى اللقاءات التي عقدها الوزير الفرنسي لم تنل الاهتمام المطلوب، رغم أنه مبعوث رئاسي فرنسي، لاستكشاف توجهات المسؤولين اللبنانيين بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان، وتقدّم باريس بمبادرة لحّل الأزمات اللبنانية.

ولزيارة الوزير الفرنسي بعد يشير إلى إصرار باريس على الحضور في لبنان. لكن الزيارة لم تقابل بالجدّية اللبنانية المطلوبة. وهذا عامل سلبي قد يؤثر على زيارة ماكرون لبنان في الأول من أيلول المقبل. وهناك معلومات تفيد بأن الزيارة لم تعد مؤكدة، لاسباب عدة:

اولا،ً عدم تحقيق اللبنانيين أي تقدم على صعيد المبادرة الفرنسية.

ثانياً، بروز معلومات عن رفض بعض الأفرقاء اللبنانيين  الورقة الإصلاحية الفرنسية، وخصوصاً ما يتعلق منها بالانتخابات النيابية المبكرة، وبالمداورة في الحقائب الوزارية، وتلك المتعلقة مباشرة بقطاع الكهرباء.

ثالثاً، هناك من يستغل التدخل الفرنسي ويسجِّله في حسابه الخاص لكسر عزلته، ساعياً لفتح باريس طريق التفاوض الإيراني – الأميركي الجدّي. وذلك على قاعدة أن إيران وحزب الله يعتبران باريس مضطرة أو لا يسعها إلا أن تُبقي علاقتها بهما قائمة ومستمرة، ومن باب تحصيل الحاصل. وهما يهدفان إلى استعمال باريس للتفاوض المباشر والعلاقة المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.

اقتراب التخلي الأميركي
لا شيء لبنانياً يبدو مبشّراً بالخروج من الأزمة قريباً. فالطريقة الوحيدة لسلوك طريق الحلّ، هي تشكيل حكومة لبنانية تلاقى التطلعات الأميركية والفرنسية، على الرغم من بعض الاختلافات بين الجانبين.

وحتى الآن ليس من إشارات لبنانية إيجابية. وهذا قد يدفع الأميركيين إلى وقف اهتمامهم بلبنان، والتخلي عن مبادراتهم ومساعيهم ومساعدتهم. ما يضع البلاد أمام المزيد من الانهيارات. والمعلوم أن قاعدتي الارتكاز في البلد هما القطاع المصرفي والجيش اللبناني: الأول في حال انهيار. والجيش غير قادر على السماح لقوات اليونفيل بالتنقل حيث تشاء وفق الرغبة الأميركية.

وهناك تبعات خطرة جداً لذلك. ولا يبدو أن هناك أحداً على قدر هذه التطلعات أو التصورات وتدارك المخاطر.

وعدم إظهار رئيس الجمهورية وجبران باسيل الجدية في تشكيل الحكومة سريعاً، يجعل لبنان كإيران وفنزويلا، ويخضعه لعقوبات شاملة، بلا فصل ولا تمييز بين الدولة وحزب الله.

والحل الوحيد تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ قرارات سريعة، في الإصلاح المالي والاقتصادي.

الرهان الإيراني على بايدن فاشل
لكن الأميركيين والفرنسيين لن يتدخلوا في تفاصيل كثيرة في شكل الحكومة، بل يهتمون بمضمونها ومنهجها وخطّتها. وهذا ما تلخّصه مصادر متابعة في قراءتها لموقف ديفيد هيل حول التصرف الأميركي مع حكومة تضم حزب الله: واشنطن لم تعد تريد من اللبنانيين مواجهة حزب الله، بل هي تتكفل بذلك بعقوباتها على الحزب ولبنان معاً.

وهذا ما ينعكس تخبطاً في الداخل اللبناني، وسط عدم امتلاك أي طرف ترف المناورة أو الاستثمار بالوقت، وخصوصاً حزب الله والعهد العوني. وعدم تحقيق أي خرق في المساعي الحكومية، يضيّق هامش المناورات أكثر فأكثر. عندما يفقد الأميركيون الصبر والأمل في تحقيق تقدّم في لبنان، سيكون ردّ فعلهم كبيراً جداً. وهذا قد يلغي زيارة ديفيد شينكر لبنان.

ولم تسقط ورقة التلويح بالعقوبات من اليد الأميركية. والهامش يضيق أكثر فأكثر. والرهان الإيراني على فوز جو بايدن، لا يبدو في محله، ولن يكون ناجعاً أو مفيداً، وسط إصرار أميركي على أن زمن اللعب والمناورات قد انتهى. وبايدن لن يغيّر كثيراً عن مسار ترامب، وأي اتفاق يُفترض أن تقابله تنازلات كبيرة.

المصدر المدن