وعليه رأى القاضي شكري صادر أن المواجهة مع السلطة ليست هواية ولا هي عابرة إنما مستمرة وهي نتيجة أخطاء مميتة ترتكبها السلطة كل يوم، فالمواجهات لا تأتي من العدم بل من واقع مأساوي أليم ساق البلاد الى الخراب الكلي على كافة المستويات، لافتا الى ان دول العالم برمته كانت تتسابق الى مساندة لبنان في أزماته ومحنه، وقد حولته السلطة خلال 5 سنوات الى دولة معزولة ومتروكة لمصيرها، دولة تشن الحروب داخل وخارج أراضيها بالواسطة، وتعادي بالواسطة ايضا كل دولة لا تتماهى وأنظمة الممانعة.
ولفت صادر في حديث لـ “الأنباء” الى أن جل ما أنجزته السلطة خلال خمس سنوات انها أفقرت اللبنانيين وضربت قطاع المصارف والاستشفاء والتربية والسياحة وعطلت بالكامل دور الشرعية والمؤسسات الدستورية، وساهمت بشكل مباشر وعن سابق تصور وتصميم في تعزيز الفساد الاداري والمالي والسياسي، وفي اعلاء شأن المحاصصة وتوزيع المغانم على الاحزاب والأزلام والمحاسيب، إضافة الى تغطية سلاح غير شرعي خلافا للدستور والقوانين، ناهيك عن صياغتها لقانون انتخاب على مقاس البعض من أقارب واتباع وموالين، وليس على مقاس العدالة في الاقتراع والتمثيل، فكان أن جمعت مساوئ النظام الأكثري مع مساوئ النظام النسبي واستولدت قانونا اقل ما يقال فيه انه مسخ عجيب.
من هنا يؤكد صادر ان المطلوب اليوم لسحب لبنان من الموت الحتمي، حكومة مستقلة بكل ما للكلمة من معنى وبرئاسة مستقل، حكومة متخصصين مشهود لهم بالاستقلالية، حكومة تلملم اشلاء الوطن وتستعيد ثقة العالم به، “اذ يكفي اغتصابا لإرادة الثورة وكل اللبنانيين من خلال تشكيل حكومات أزلام واتباع وصبيان معمدة باسم الوحدة الوطنية والتكنوقراط”، فلبنان غني بالشخصيات المستقلة والكفؤة والجديرة والقادرة بفكرها العلمي وبنظافة كفها من خامة الوزير الراحل فؤاد بطرس للخارجية وطارق متري وغسان سلامة، على انقاذ لبنان وإعادته الى تصدر المنابر والمحافل الدولية.
وردا على سؤال حول إمكانية قبول اللبنانيين بحكومة مستقلين إنما برئاسة سعد الحريري، لفت صادر الى ان “شعار “كلن يعني كلن” ليس بحاجة الى علماء في اللغة العربية لتفسيره، فالرئيس الحريري توالى على رئاسة الحكومات المتعاقبة منذ العام 2005، فساوم وتنازل وسامح وربط نزاعات بالجملة لاسيما مع السلاح غير الشرعي وذلك تحت شعار “نحنا ام الصبي”، فجاءت تنازلاته وتسوياته ومسامحاته لغير صالح الصبي ولغير الصالح العام، وما قطفنا من ثمار تلك التنازلات سوى بلد منهار على كافة المستويات وعاصمته مدمرة إضافة الى عزله عربيا ودوليا، مشيرا إلى أن حق الدولة سيف مُصْلَت على الجميع دون استثناء ولا يتجزأ الى مراحل بحيث نتعامل مع شرعيته بما تقتضيه المرحلة الراهنة متسلحين بشعار “الضرورات تبيح المحظورات”، “لا لأي حكومة مستنسخة عن سابقاتها أيا تكن الحجج والأسباب، لبنان ينازع ويصارع الموت وهو بحاجة الى حكومة من نوع جديد قوامها الاستقلالية والاختصاص والكفاءة ونظافة الكف رئاسة ووزراء، وما دونها حكومة، على لبنان واللبنانيين السلام”.