بعد الإنجيل المقدس ألقى المطران تابت كلمة تحدث فيهاعن المأساة التي ضربت لبنان قبل حوالي ثلاثة اسابيع، مشيرا الى صعوبة التعبير بالكلام عن حجم الكارثة التي تسبب بها انفجار هو الرابع عالميا من حيث الحجم بعد انفجار هالفاكس في العام 1917، وهو بحجم ربع قنبلة نووية.
وتساءل عن الاسباب والتفسيرات التي تكمن وراء ما حصل، وقال: كيف يمكن تفسير ان مدينة عمرها 5 الآف سنة وكانت فيها اول مدرسة للحقوق في العالم القديم، وعايشت عددا من الحروب لا يحصى ، تمحى في ثوان قليلة وتمحو معها ثلاثة عقود من اعادة احيائها؟ كيف يمكن تفسير ان يفقد حوالي 200 شخص، من جنسيات وطوائف مختلفة، بعضهم كندي، الحياة في هذا الانفجار من دون اي انذار؟ كيف يمكن تفسير حجم الدمار الهائل، وان يجد 300 الف شخص انفسهم من دون اي مأوى في غمضة عين؟
اضاف: انا ادعوكم اليوم الى رؤية هؤلاء الشباب الذين نزلوا الى الساحات والى شوارع بيروت وبدأوا بعملية التنظيف وازالة الركام بكل عزم وتصميم على اعادة البناء. هؤلاء هم لبنان الغد الذين ينظفون بالمكانس اطلال الوطن الذي ورثوه. ما يبنيه هؤلاء الشباب ليس شارعا او مدينة بل قماشا اجتماعيا جديدا، بيبنون الامل في نظام يتكون من جديد على قيم المواطنية والقانون. لبنان المتحرر من تمزقات الماضي. ونحن اللبنانيين في المهجر، لا نستطيع الا ان نرافقهم في هذه المسيرة، ومهمتنا ان نساعدهم على بناء مصيرهم، محررين من كوابيس الماضي.
واشار الى عمق الصداقة اللبنانية الكندية التي تعود الى 130 سنة، والنجاح الذي حققته الجالية اللبنانية في كيبك وكندا على كل المستويات، وتوجه بالشكر الى الكنيسة الكاثوليكية في كندا لقربها الروحي وكرمها الانساني، معتبرا ان كندا تستطيع القيام بالمزيد من خلال سياستها الخارجية وصداقاتها الدولية، داعيا الحكومة الكندية الى التشبث بالتزامها الدفاع عن الشعوب ضد الجرائم ضد الانسانسة، وان تساعد هذه الشعوب على مواجهة اوضاعها المهتزة.
واشار الى ان وضع ميثاق اجتماعي جديد وحده يلبي تطلعات غالبية اللبنانيين، معربا عن الامل في ان يكون تشكيل حكومة جديدة على مستوى الانتظارات الوطنية والدولية، وخصوصا حماية لبنان من التطورات الاقليمية.
وبعد القداس، القى ممثل حكومة كيبك وزير البيئة بينوا شاريت كلمة ركز فيها على تعاطف حكومة كيبك مع الشعب اللبناني ومشاطرتها اللبنانيين اوجاعهم، وحضورها القداس عن انفس الضحايا الذين سقطوا نتيجة الانفجار الذي وقع في بيروت. ونقل تعاطف وزيرة العلاقات الدولية والفرنكوفونية السيدة نادين جيرو مع الشعب اللبناني. وقال: من دون ادنى شك، بيروت ستقوم من جديد وتتجاوز هذه المحنة كما تجاوزت المحن السابقة عبر تاريخها. وكيبك تقف وستقف دائما الى جانب لبنان في محنته.
