منذ إرتكاب الجريمة ليل الجمعة ـ السبت الفائت والأجهزة الأمنية على إختلافها تعمل على جمع الأدلة والخيوط لكشف هوية المشتبه بتورطهم والقيام بمداهمة منازلهم أو الأماكن التي يلجأون إليها، وذلك للحصول على معلومات حول الأسباب الكامنة وراء الجريمة، وأهدافها وتوقيتها، بما يساهم في وقف الاجتهادات والسيناريوهات التي تتحدث عن إستهداف سياسي هنا أو القيام بعمل إرهابي هناك.
لم تفض المداهمات التي قامت بها القوة الضاربة في شعبة المعلومات سوى عن توقيف شخص واحد هو الفلسطيني إيهاب شاهين من سكان مخيم البداوي وذلك بالتعاون مع القوة الأمنية المشتركة بعد إشتباك حصل معه.
في حين لم تثمر العملية الخاطفة التي قامت بها القوة الضاربة في بلدة خربة داوود في عكار عن توقيف أحد، حيث تمكن السوري المشتبه فيه يوسف خلف الملقب “أبو وضاح” من الفرار من منزله قبل وصول عناصر المعلومات الذين عملوا على تفجير جدار خلفي للدخول منه الى المنزل خشية أن يكون خلف قد قام بتفخيخ الباب الرئيسي للنيل من العناصر الأمنية، خصوصا أنه كان موقوفا سابقا بتهم الارهاب، ما دفع القوة الضاربة ومن بعدها مخابرات الجيش الى القيام بسلسلة مداهمات في مخيمات للنازحين السوريين في المنطقة بحثا عن مشتبه بهم.
وبانتظار ما ستسفر عنه التحريات والمداهمات في الساعات والأيام المقبلة، تستبعد مصادر أمنية مطلعة لـ”سفير الشمال” أن تكون المجموعة التي نفذت الجريمة بحق أبناء كفتون تنوي القيام بعمل إرهابي في تلك الليلة سواء على صعيد إغتيال النائب نديم الجميل الذي كان في حفل عشاء في كفرحاتا، أو غير ذلك.
وتشير هذه المصادر الى أن من يريد القيام بعملية إغتيال من هذا النوع أو بأي عمل إرهابي، لا يستخدم سيارة بزجاج عادي (غير داكن)، قديمة الصنع لا تساعده على الهروب أو على السير بسرعة معينة على تلك الطرقات المتعرجة، كما لا ينزع لوحات السيارة ويبقيها في صندوقها الخلفي، حيث تم التعرف بشكل فوري على كل من إشتراها وإستخدمها وكان آخرهم المدعو خ . ت المتواري عن الأنظار والمتهم سابقا بقضايا إرهاب، والذي ترجح الأجهزة الأمنية تورطه في العملية.
وترجح المصادر الأمنية أن ما حصل في بلدة كفتون قد يكشف اللثام عن شبكة إرهابية بخلايا متفرقة يديرها رأس مدبر، وأن الجريمة نفذتها إحدى الخلايا أو المجموعات التي كان هدفها السرقة لجمع المال وإستخدامه في أعمال إرهابية معينة، حيث تعمل هذه المجموعات على سرقة الأسلاك الكهربائية او السيارات أو الدخول الى بعض المنازل الفخمة التي يقطن أصحابها في بيروت لسرقة ما خف حمله وغلا ثمنه، وذلك على غرار ما كان يفعله المنتمون الى فتح الاسلام في العام 2008 حيث كانوا ينفذون سرقات عدة لتمويل عملياتهم ومنها دخولهم عنوة الى أحد المصارف للحصول على مبالغ مالية كانت إحدى الجهات السياسية تدفعها لهم عندما كانوا في صيدا ثم توقفت بعد إنتقالهم الى مخيم البارد.
كما تلفت هذه المصادر الى أن ثلاث سيارات كانت تجول في منطقة القويطع في تلك الليلة، يرجح أن من فيها ينتمون الى شبكة إرهابية واحدة، وأن سائق سيارة الهوندا إرتبك عندما شعر أن عناصر من شرطة بلدية كفتون يلاحقونه بعد توقيفه للمرة الأولى، وزاد إرتباكه عند توقيفه للمرة الثانية والطلب من ركاب السيارة إعطائهم الهويات والترجل من السيارة، فكان أن ترجل وفتح النار باتجاههم، حيث تؤكد المعلومات أن شخصا واحدا أطلق النار على أبناء كفتون الثلاثة.
وتضيف المصادر نفسها أن سيارة الهوندا لم تسعف ركابها في الهروب من البلدة، فسارعوا الى ركنها أمام مفرق البلدية، ثم سلكوا طريق الأحراج وأجروا إتصالا بمجموعة أخرى كانت تجول على متن سيارة في إحدى البلدات القريبة بهدف السرقة أيضا، حيث تلاقوا في مكان قريب وغادروا المنطقة التي لم تصلها القوى الأمنية إلا بعد نحو ساعتين من إرتكاب الجريمة.
وتؤكد هذه المصادر أن هويات مرتكبي جريمة كفتون باتت معروفة لدى الأجهزة الأمنية، وأن التحقيقات الجارية مع الفلسطيني إيهاب شاهين من شأنها أن تقدم مزيدا من المعلومات حول المتورطين من أعضاء الشبكة الذين من المفترض أن تتم ملاحقتهم على غرار الشبكات التي جرى تفكيكها وتوقيف أو قتل أفرادها في أوقات سابقة.