الحرب النفسية مستمرة بين حزب الله والعدو الإسرائيلي. طالما أن ردّ الحزب على مقتل أحد عناصره في سوريا قبل أسابيع لم يحصل بعد، فإن التوتر سيبقى قائماً على الحدود الجنوبية. حدث مشابه لما حصل في كفرشوبا منذ أكثر من شهر، حصل ليل الثلاثاء الأربعاء من جهة مزارع شبعا. هل ما جرى هو محاولة ردّ من قبل الحزب واكتشفها الإسرائيلي باكراً؟ أم أنها حرب أمنية نفسية من نوع آخر ينتهجها الحزب في هذه المرحلة، طمعاً بضربة أخرى مستقبلاً يكون لها وقع أكبر؟ خصوصاً ان الأخبار المتضاربة حول حقيقة ما حصل، تؤكد نظرية الهجمات النفسية، وربما يريد الحزب منها إيصال الإسرائيلي إلى حالة ملل من التعاطي مع أي تحرك على الحدود أو محاولة تسلل، طالما أن الحدث دوماً يكون عابراً. وبعد تلك “الطمأنينة” ينفذ الحزب ضربته؟ هذا إحتمال وارد أيضاً.
حتى ساعات الفجر، لم تعرف طبيعة الحدث الأمني الذي تحدّث عنه جيش العدو الإسرائيلي على الحدود مع لبنان. أعلن الإسرائيليون الإستنفار على الجبهة الشمالية، وطلبوا من السكان البقاء في منازلهم وبالقرب من الملاجئ، وقطع العديد من الطرقات القريبة من الحدود اللبنانية، كما أطفئت الإنارة في مراكز عسكرية عديدة. كانت المحطيات متضاربة، إذا ما حصلت عملية تسلل، أم أن إطلاق نار من سلاح خفيف استهدف أحد المراكز الإسرائيلية، أم أن عبوة ناسفة قد انفجرت في أحد المواقع او الآليات. كل هذه الأخبار كان يتم التداول بها كإحتمالات في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة عند سماع إطلاق نار. وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن اكتشاف فتحة في السياج عند مستوطنة منارة، فيما أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي وجود حادث أمني على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والتفاصيل قيد الفحص. وسائل إعلام أخرى نقلت عن قوة من الجيش الإسرائيلي، أنه “سُمع إطلاق نار نحوها، ولا إفادة عن إصابات أو أضرار. وسمع مستوطنون أصداء انفجارات، ومصادر عسكرية قالت إنه “لوحظت حركة مشبوهة في المنطقة”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتمشيط واسع في منطقة المنارة، لافتة إلى أنه على ما يبدو هناك خرق في السياج. وشهدت المنطقة تحليقًا كثيفًا للطائرات الحربية والمروحية. وقالت: “إن أنباء غير مؤكدة عن إنفجار كبير في منطقة مزارع شبعا”، مضيفة أن “القنابل المضيئة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي أدت إلى حريق كبير في الجانب اللبناني”. وأفاد المراسل العسكري للقناة 13 نير دفوري بأن “الحدث الأمني بالشمال يدور بينما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقضي إجازة في أحد الفنادق قرب مكان الحدث”. ولاحقًا، وصل نتنياهو لقاعدة عسكرية في الشمال لمتابعة الوضع على حدود لبنان.
وسقط عدد من القذائف الفسفورية عند أطراف بلدة حولا. كما طاول القصف الإسرائيلي محيط موقع للقوات الدولية المتمركزة على الحدود. ليتم الإعلان فيما بعد عن عودة الهدوء وتوقف عمليات القصف، إذ عاد الجيش الإسرائيلي وأعلن إنهاء حال الطوارئ في عدد من المستوطنات وعودة الحياة إلى طبيعتها.